إنّ ممّا يحزّ في النفس هو عدم الرجوع إلى الدراسات والمبادئ الإسلاميّة في ما يخصّ قضايا الحرّيّة. ورد في الآية 60 من سورة الأحزاب: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ﴾[1]، المنافقون والّذين في قلوبهم مرض فئتان، وإلى جانبهما فئة المرجفين الّذين يثيرون الرعب والخوف على الدوام في أوساط المجتمع الإسلاميّ الوليد، والّذي يجب أن يكون أفراده في حالة استعداد روحيّ دائم للدفاع عنه، إلّا أنّ فئة كانت تقع في النفوس كوقع الآكلة، وتثبّط العزائم والهمم.
وهؤلاء هم المرجفون الّذين يحذّرهم القرآن من أنّهم إذا لم يكفّوا عن عملهم، ليغرينّك بهم ويؤلّبك عليهم. وهذا حدّ للحرّيّة. إذاً، الفارق الآخر الذي تتّسم به الحرّيّة في المنطق الإسلاميّ هو أنّ لها قيوداً من القِيَم المعنويّة.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 25 شعبان 1416هـ)
[1] سورة الأحزاب، الآية 60.