عامل الإدارة الجهاديّة المهمّ عبارة عن الثقة بالذات، والاعتماد على النفس، والتعويل على العون الإلهيّ. ... لنستمدّ العون من الله، ونتوكّل عليه، في أعمالنا كلّها، ولتكن لنا ثقتنا بالعون الإلهيّ. حينما تطلبون العون من الله تعالى، فستنفتح الطرق أمامكم: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾[1]، هذا الرزق الّذي تذكره هذه الآية والوارد في آيات أخرى، يصل إلينا -أنا وأنتم- بأشكال مختلفة. أحياناً تنقدح في أذهانكم أفكار كالبرق، وينفتح طريق كان مغلقاً، هذا بدوره رزق إلهيّ. وفي فترة ضغوط متراكمة، يُشرِق فجأةً أمل وافر في قلوبكم، هذا أيضاً من الرزق الإلهيّ.
إذاً، يجب الاعتماد على العون الإلهيّ، واستخدام الذكاء والعلم، وهذا بدوره من أركان المقاومة الاقتصاديّة، وقد جرى شرحه في موضعه. لا بدّ من المجاميع العلميّة المحور ومجموعتكم هذه، لحسن الحظّ، من النماذج البارزة للمؤسّسات العلميّة المحور، والاستعانة بالمثابرة والسعي الدؤوب، إذ ينبغي عدم الاستهانة والاستخفاف بالعمل، فلا تقنعوا بالتقدّم الّذي أحرزتموه، وتطلّعوا وتشوّقوا إلى مزيدٍ من التقدّم. الاقتناع بهذه الحدود الّتي توصلنا لها يصيبنا بالتوقّف والركود والمراوحة. لا بدّ من إبداع وسير في طرق جديدة، وانتهاج طرق اختزاليّة.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 30/04/2014م.)
[1] سورة الطلاق، الآيتان 2 و3.