إنّ المطالبة بالبصيرة ليست مطالبة بأمرٍ صعب وغير ممكن، اكتساب البصيرة ليس أمراً شاقّاً. اكتساب البصيرة يحتاج فقط إلى الحدّ الذي لا يكون فيه الإنسان أسيراً للمصائد والشباك المختلفة من الصداقات والعداوات وأهواء النفس والأحكام المُسبَقة. يكفي الإنسان هذا الحد،ّ بأن ينظر ويتدبّر ليجد الحقيقة. المطالبة بالبصيرة هي هذه المطالبة بالتدبّر، النظر، وليس أكثر.
على هذا، يمكن أن يُفهم أنّ تحصيل البصيرة هو عمل الجميع، الجميع يمكنهم إيجاد البصيرة. بعضهم يقع في الغفلة ليس بسبب العناد، ولا بسبب سوء النوايا. مع أنّ الإنسان يحبّ نفسه كثيراً، لكنّه أحياناً يغفل للحظة أثناء قيادة السيارة، لحظة من السهو، من غلبة النعاس، تعقبها خسارة لا تعوَّض. العثرات وزلّات الأقدام التي تحصل في هذا المجال لا يمكن عدّها ذنوباً، ولكن إذا استمرّت وتتابعت، فهذا إذاً فقدان للبصيرة، وهذا ليس مقبولاً بعد الآن.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 26/10/2010م)