الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
كلمة الإمام الخامنئي في لقاء أعضاء الاتحادات الطلابية الإسلامية
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

كلمة الإمام الخامنئي في لقاء أعضاء الاتحادات الطلابية الإسلامية_20/04/2016

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله ربّ العالمین، والصلاة والسلام علی سیّدنا محمد وآله الطاهرین.

أرحّب بكم يا أعزائي أجمل ترحيب! إنّ هذه الجلسة بالنسبة لي هي جلسة رائعة وجميلة للغاية، إنّ حضور الشباب بهذا النشاط، وهذا الاندفاع، وهذه الأفكار والكلمات الحسنة، هذا المنطق البليغ، وهذه البرامج التي تم إجراؤها، منح حلاوة لهذه الجلسة حقاً، وسيكون هذا اليوم بالنسبة لي يوماً لا ينسى إن شاء الله.

اغتنموا شهر رجب
أطرح أولاً بضع كلمات حول شهر رجب. يوجد لدى كل إنسان بعدٌ معنوي لطيف. حسناً، لدى الإنسان مجموعة أبعاد مختلفة، فلديه الغرائز والميول والحاجات، وهناك بُعد هو البُعد المعنوي الموجود في كل إنسان، وهو بُعدٌ لطيفٌ جداً، وتكون لطافته وشفافيته أكثر صفاءً في عمر الشباب. إن تمكّنا نحن  البشر من تقوية هذا البُعد في أنفسنا، فسيكون هو الهادي  والموجّه لسائر الأبعاد. ولا يعني هذا أن البُعد المعنوي يقف سدّاً أمام الغرائز والاحتياجات والتعقل والتفكر، فهذه كلها محفوظة في محلها، وإنما يكون في الإنسان هادياً لأبعاده الأخرى؛ هذا فيما لو بقي وتعزّز فينا. أولئك الأشرار الخبثاء الذين تشاهدونهم في العالم اليوم، من الظالمين أو المجرمين القتلة أو من عبّاد المال أو الشهوة أو البطن، وقد تغلّبت عليهم الأبعاد المادية، لم يُنمّوا البُعد المعنوي في نفوسهم، حتى أخذ بالضعف شيئاً فشيئاً وبشكل تدريجي حتى زال وانتهى. ما أريد قوله لكم أيها الشباب أن تغتنموا شهر رجب وتستفيدوا منه لتقوية هذا البعد المعنوي.

أنتم ربيع الإنسانية وهذه الأشهر ربيع المعنوية
بعد شهر رجب يطل شهر شعبان، ومن ثم شهر رمضان؛ أشهرٌ هي ربيع المعنوية. وكذلك أنتم - على حدّ تعبير الشيخ الحاج علي أكبري1- أنتم مظهر ربيع الإنسانية، لأنكم في ربيع العمر، فاغتنموا ربيع المعنوية هذا ما استطعتم، بذكر الله، وقراءة الأدعية الواردة، والتدبر في مضامينها، وتلاوة القرآن، والصلاة في أول وقتها، وترك الذنوب، والتخلّق بالأخلاق الحسنة، إن لنا جميعاً في هذا الشهر فرصاً كبرى، لكن بمقدوركم أنتم الشباب اغتنام هذه الفرص بشكل أمثل، حالُها حال الفرص المادية بالضبط. فلنفترض ساحة سباق، قد وضعوا في آخرها مَعلماً عليه شيء، وطلبوا مني أنا العبد الحقير ومنكم أن نتسابق إليه، وأن يربح ذلك الشيء من يسبق بالوصول إليه منا، فيا تُرى من سيصل أسرع؟ واضحٌ بأنكم أنتم الشباب؛ عندكم طاقة ونشاط وحيوية، بمجرّد أن أتحرك أراكم قد سبقتموني إليه وربحتم! الأمر نفسه في المسائل المعنوية أيضاً. فإن باستطاعتكم الوصول إلى الهدف المنشود بشكل أسرع وأسهل وأجمل وأحلى في القضايا المعنوية. وتلك الشخصيات النورانية التي شاهدتموها في زماننا، كأمثال المرحوم آية الله الشيخ بهجت - على سبيل المثال - حيث كان إنساناً نورانياً، وشيخاً كبيراً مفعماً بالنورانية، كانوا  أشخاصاً يربّون أنفسهم وينتبهون لها منذ عهد الشباب؛ أي منذ أن كانوا في أعماركم. من يتأخر في التفكير بهذه الأمور، تقلّ توفيقاته، ومن لا يفكّر بهذه المسائل أبداً، يُحرم من النورانية والصفاء والنقاء، ويكون حالُه كحال الكثير من أبناء الدنيا. هذا أول الكلام.

إنّ لنا معكم أيها الشباب الأعزاء - أنتم تُطلقون على أنفسكم ناشئة، وأنا أُطلق عليكم جميعاً  الشباب - كلامًا كثيرًا ومتنوعًا في شتى القضايا. فإنكم تُعتبَرون من جهة إخواني وأخواتي، ومن جهة أخرى أبنائي، ومن جهة ثالثة أحفادي؛ أنتم أعزائي، سواء أنتم الحاضرون في هذا المكان، أو من ينتمي إلى هذه المجموعة، وهم عدة آلاف من طلاب الاتحادات واثنا عشر مليون تلميذ - كما أشار إلى ذلك هذا الشابّ العزيز - فإنكم جميعاً مشمولون بهذا الاعتبار الذي ذكرناه. حسناً، لنا معكم كلام كثير. اليوم سأطرح عليكم فكرة محورية تتضمن طلباً من الاتحادات والمنظمات الطلابية، أستهل حديثي هذا بمقدمة:

نحن في اشتباك؛ ساحات مواجهة عديدة..
نحن نخوض مواجهة لجبهة معادية تتمثل في الاستكبار وأتباعه وأذنابه، وهذا واضح. ومحور هذه الجبهة أمريكا والصهيونية، وأتباعها وأذنابها ومن يدور في فلكها هم بعض هذه القوى و"أنصاف القوى" الموجودة التي تشاهدونها، فإننا في اشتباك معها، الثورة الإسلامية والنظام الإسلامي في صراع معها. لكن على أيّ شيء يدور هذا الصراع؟ أو بعبارة أخرى، في أيّ الساحات يدور صراعنا مع الاستكبار؟ لو أردنا إحصاء الساحات التي لنا صراعٌ فيها معهم، لربما أمكنني الآن أن أُحصي عشر ساحات، ولو جلسنا وتداولنا هذا الموضوع بالدراسة والفكر، لازدادت ساحات صراعنا مع الاستكبار، ولبلغت عشرين إلى ثلاثين نقطة اشتباك أو أكثر.

افرضوا الآن مثلاً، هناك قضية هي قضية استقلال البلد- اقتصادياً وسياسياً وثقافياً- هذه واحدة من ساحات صراعنا مع الاستكبار. فإن طبيعة الاستكبار والقوى المستكبرة مجبولة على التطاول والنهب، سواء في عهد الاستعمار الذي يعود إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ويستمر إلى القرن العشرين، أو في فترة الاستعمار بأشكاله الجديدة والحديثة التي أوجدوها فيما بعد، والتي يطرحونها على أرض الواقع ويجددونها يوماً بعد آخر. هدفهم هو التعدي والاستيلاء على مصالح الشعوب والبلدان، والتسلط والتسلل والنفوذ. هذا هو هدف الاستكبار. حسناً، إذا أراد بلدٌ أن يقف مقابل هذا الهدف، وأن يدافع عن استقلاله ــ سواءً عن استقلاله الثقافي أو السياسي أو الاقتصادي ــ سيحدث مواجهة وصراع بطبيعة الحال. هذه هي واحدة من ساحات صراعنا مع الاستكبار.

نتقدم... ولو كره الاستكبار
ومن ساحات الاشتباك الأخرى هي مسألة التقدم. فلو أن إيران، بما تتصف به من استغناء عن القوى العالمية ومن عدم الاكتراث بها وعدم التبعية لها وعدم الاعتماد عليها، تصل لمرحلة التقدم، وأن يصبح هذا التقدّم نموذجاً ومثالاً لسائر البلدان والشعوب الأخرى. فإن هذا التقدم يعتبر واحدةً من نقاط الاشتباك وساحات الصراع فيما بيننا وبين الاستكبار، نحن نريد الوصول الى هذا التقدم، وهم يريدون منعنا منه.

إن واحداً من أهم الدوافع التي دفعت بالقوى المستكبرة في القضية النووية إلى الاصطفاف ضدنا هو هذا الدافع، علماً بأنهم راحوا يتذرّعون بذرائع أخرى، ولكنهم كانوا يحملون دوافع رئيسية، ومنها أن يتمكّن بلدٌ، من دون الاتكال على أمريكا أو بريطانيا أو على أيّ قوة أخرى، أن يخوض بنفسه ساحةً علميةً بالغة الخطورة كالساحة النووية، فإن هذا بالنسبة لهم أمرٌ هام وخطير جداً، وما كانوا يريدون له أن يتحقق. وأنا متأكد بأننا لو فتحنا المجال لهم فإنهم غداً سيتلاعبون ويختلقون العراقيل والعقبات؛ في قضية التقنيات البيئية وفي تقنية النانو وفي شتى المسائل العلمية الأخرى. التقدم العلمي والاقتصادي والحضاري، من ساحات الاختلاف والصراع بين الجمهورية الإسلامية والاستكبار.

من نقاط الاختلاف وساحاته هو الحضور المقتدر للجمهورية الإسلامية على صعيد المنطقة والعالم. فإن هذا الحضور المقتدر، يحول دون تحقق مخططات الاستكبار. إذ إن لأمريكا خطّتها في منطقة غرب آسيا - التي يُطلقون عليها اسم الشرق الأوسط، وأنا أصرُّ على أن لا أستخدم هذا المصطلح لأسبابٍ ذكرتها في وقتٍ سابق2 -، وقد رأيتم مشاريعهم تحت عنوان الشرق الأوسط الكبير والشرق الأوسط الجديد، الذي راحوا يردّدونه تكراراً خلال الأعوام العشرة أو الاثني عشر المنصرمة. وقد أدت هذه المشاريع الى قيامهم بأعمال وبرامج، غير أن الحضور المقتدر للجمهورية الإسلامية منع تقدم خططهم . هذه بدورها واحدة من ساحات الصراع والاختلاف وأمثال ذلك.

 القضية الفلسطينية هي واحدة من الساحات، وكذلك قضية المقاومة، ومن الساحات شيوع الثقافة الغربية ونمط الحياة الغربية. فإذا أشيع في بلدٍ نمط الحياة المقبول والدارج لدى الغربيين والأمريكيين، فستتبدّل النخب في ذلك المجتمع إلى أغنام وديعة مطيعة للسياسات الأمريكية والغربية، وهذا ما تصرّ القوة التي تواجهنا على حدوثه، وتريد الجمهورية الإسلامية أن تمنع ذلك.

حسناً، لقد أحصيتُ الآن عدداً من ساحات الصراع، لقد ذكرت بأنني لو أردت إحصاء هذه النقاط ذهنياً، لربما أمكنني أن أعدّ عشراً منها، ولكننا لو جلسنا وفكّرنا ــ أنتم فكّروا  ونحن نفكّر ــ لوصلت إلى عشرين أو ثلاثين أو أكثر.
 
ضباط الحرب الناعمة
حسناً، نصل الآن إلى القضية الأساسية في حديثي؛ واحدة من ساحات النزاع والصراع بين الجمهورية الإسلامية والاستكبار هي قضية الشباب. هناك حربٌ ناعمة خفيةٌ شاملة قائمةٌ بشأن مسألة الشباب بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا وحلفائها والصهانية. قبل عدة أعوام خاطبتُ الشباب من طلاب الجامعات وقلتُ لهم: «أنتم ضباط الحرب الناعمة»3، وأنتم أيضاً ــ طلاب الثانويات والمدارس ــ كذلك تدخلون جميعاً في عداد ضباط الحرب الناعمة. حين يمتلك الشابُّ الدافع والاندفاع والثقة بالنفس وقوة التفكير والشجاعة، يكون ضابطاً في المعارك القتالية الناعمية والحرب الناعمة. هذه هي ميزة الشاب.

حسناً، تصوروا الآن ضابطاً يتحلى بالهوية المناسبة والمطلوبة للجمهوية الإسلامية، وضابطاً يتمتع بهوية مطلوبة لدى عدوّ الجمهورية الإسلامية، وقارنوا بينهما، وانظروا ما هي نتيجة هذه المقارنة؟  كلامنا الآن يدور حول الحرب الناعمة التي هي أشدّ خطورة من الحرب الصلبة، أحياناً يهدّدوننا بشنّ حربٍ صلبة وبالقصف والهجوم وما شاكل ذلك، فليخسأوا، وأنّى لهم ذلك! ليس عندهم أرضية هذا العمل، ولا الجرأة على القيام بهذا الأمر، وإن ارتكبوا حماقة كهذه فسيتلقّون صفعة مناسبة على أفواههم!

نموذجان للشباب في الحرب الناعمة!
أما الحرب الناعمة، فهي قائمة دائرة حالياً، وعدونا يخوض الهجوم علينا، ونحن بالمقابل أيضاً نخوضها، هل نحن في حالة الهجوم أو الدفاع؟ هذا له بحث آخر، وباعتقادي يجب على جبهتنا أيضاً أن تقوم بالهجوم بدلاً من الدفاع، مع ضرورة الحفاظ على مراكزها الدفاعية أيضاً. إذاً فهناك حربٌ مشتعلة، وعليكم تشبيه هذه الحرب الناعمة بالحرب الصلبة وساحة المعركة، كما هي الأوضاع السائدة والحروب القائمة اليوم على سبيل المثال في سوريا أو العراق أو اليمن أو مناطق أخرى، أو في فترة الدفاع المقدس التي طالت ثمانية أعوام في إيران. فخذوا ضابطاً بنظر الاعتبار في مقرّه أو خندقه، إذ بالإمكان أن يكون هذا الضابط على نمطين، ويمكن أن يكون لديه نوعان من الهوية أو التعريف:

قد يكون هذا الضابط على هيئة إنسان عاقد العزم، بصيرٍ، متحفزٍّ، مفعم بالأمل، مثابر، مفكّر، شجاع، ومضحٍّ. فلو كان الضابط في مقرّه أو خندقه متصفاً بهذه الخصوصيات، يمكن تقدير نتيجة هذه الحرب. ذلك أن الضابط شجاعٌ، رشيدٌ، مفكّر، مؤمن، مفعم بالأمل والعزيمة والدافع والاندفاع، هذا نوعٌ من  الضباط.

وبالإمكان افتراض نفس هذا الضابط بشاكلة وهوية أخرى. فلنفترض أنه إنسانٌ يائس، يعتقد بأن القتال لا فائدة منه، و]يقول[ بأن صمودكم لا جدوى منه! فهو مصابٌ باليأس والإحباط. أو أنه إنسانٌ خاضعٌ مستسلم، لا همة لديه على المواجهة والمقاومة، قد يصمد قليلاً في بعض الأحيان، ولكن عندما تتزايد الضغوط والتحديات عليه يستسلم وينهزم؛ هذه هي روحيته. أو أنه إنسان تنطلي عليه الخدع والـحِيَل، ويثق بابتسامة العدوّ، وبخداعه، أو أنه أساساً لا يفهم خدعة العدو. فإن الحرب مليئة بالحيل والخدع، كل الحروب هكذا: «الحربُ خدعة»4. في الحروب الصلبة[العسكرية]، من أهم الأمور التي يمكن للقائد المقتدر في الحروب العسكرية (القيام بها)، هي أن يقوم بعمليات وتحركات ليخدع العدو، فيظن العدو أنه يريد التقدّم من هذا المكان وتنصرف أنظاره إليه، ولكنه يهجم عليه من الخلف. افترضوا أن يكون هذا الضابط، ضابطاً ساذجاً تنطلي عليه الخديعة، ولا يُدرك أساساً معنى خداع العدو ولا يشخّصه. أو أن يكون إنساناً خاملاً يطلب الراحة والدّعة والنوم. أو أن يكون مُدمناً؛ مدمناً على المخدرات أو مدمناً على تلبية الشهوات أو مدمناً على بعض الألعاب الكمبيوترية التي راجت أخيراً - وسمعت أن البعض يصل للإدمان عليها - لا يفكّر ولا يكترث بمصيره ومصير من علّقوا آمالهم عليه. أو أن يكون هذا الضابط في خندقه منغمساً في إشباع غرائزه المادية والحيوانية، وغارقاً في بحر ملذاته. فبالإمكان تصوّر هذا الضابط على هذا الشكل وهذه الهيئة وهذه الشاكلة. ماذا ستكون نتيجة الحرب؟ الجواب واضح. إذاً يمكن تعريف هوية ضباط الحرب الناعمة على نمطين. وهذه هي واحدة من نقاط الاختلاف الشديد فيما بيننا وبين أعدائنا.

يريد العدوّ للضابط في الحرب الناعمة، وهم الشباب، أن ينهج منهجاً، والجمهورية الإسلامية تريد له أن ينهج منهجاً آخر. الإصرار في الجمهورية الإسلامية على التدين والعفة والورع والابتعاد عن الإفراط في النزوع إلى الغرائز، لا ينبغي أن يُحمَل على محمل التعصّب و"الدوغمائية "على حدّ تعبيرهم والتحجّر وما إلى ذلك.. كلا، بل هي أساليب تربوية، مستوحاة ومستقاة من تعريف الضابط والقائد في الحرب الناعمة. وهذه هي واحدة من ساحات التحدي بيننا وبين أمريكا. حيث يريد الأمريكيون أن يتخلى شبابنا عن الشجاعة والأمل والاندفاع والنشاط والقوة الجسدية والفكرية، وأن ينظروا إلى العدو نظرةَ تفاؤل وحُسن ظن، وأن ينظروا إلى قيادتهم وساحتهم الداخلية نظرةَ تشاؤم وسوء ظن. هذا ما يريده العدوّ لشبابنا، وهذا هو الهدف من وراء كل ما يقوم به في إعلامه عبر قنوات الإذاعة والتلفاز والمواقع الإلكترونية وفي أنشطته الأخرى التي تستهدف الشباب في خطابها، حيث يبتغي تبديل الشابّ إلى مثل هذا العنصر المجرّد من الإيمان الصحيح والشجاعة العالية والحافز والأمل. والجمهورية الإسلامية تقف بالضبط على النقيض من ذلك، حيث تريد للشاب أن يتحوّل إلى عنصر فعال ومبادر ومؤثّر.

ابنوا أنفسكم وابنوا الآخرين أيضاً
وهنا طلبي منكم يا أعزائي وأبنائي: يجب عليكم أن تمارسوا دوراً مؤثرا ً كي تجعلوا رفاقكم ــ شباب المرحلة الثانوية الذين هم في أعماركم ــ  على هذا النمط وفق هذا التعريف الصحيح، وأن تساعدوهم ليصبحوا هكذا، إن هذه هي مهمة الاتحادات الإسلامية وواجبها. وبالطبع فإن هذا ممكن إذا نجحتم في بناء أنفسكم ووُفِّقتم في تهذيبها. وهذا ما هو موجود إلى حدّ كبير والحمد لله، كما ذكر الآن الشيخ الحاج علي أكبري - وقد أفرحني تقريره حقاً، وكانت قد بلغتني التقارير في ذلك إلى حدّ ما، وكنت على اطلاع بهذا الأمر، ولكنه صرّح اليوم هنا بذلك -. ابنوا أنفسكم وابنوا الآخرين أيضاً. علماً بأن الاتحادات الإسلامية لا تنحصر بكم فقط، أنتم الاتحادات الإسلامية لطلاب المدارس، وهذا واجب الاتحادات الإسلامية لطلاب الجامعات أيضاً. وفي كل مكان، أي اتحاد إسلامي طلابي - سواء على صعيد المدارس أو الجامعات - يقوم بدلاً من تربية الشابّ الإيراني على هذه الهوية والشاكلة التي ذُكرت، بحركة في الاتجاه المعاكس، أو قصّر في هذا الاتجاه، يكون قد عمل على خلاف واجبه وعكس ما يريده الله منه.
 
في دعاء مكارم الأخلاق، يطلب الإنسان من الله عشرات الأمور البالغة الأهمية، ومنها: «وَاستَعمِلني بِما تَسأَلُني غَداً عَنه»5. فنحن مسؤولون، الجميع مسؤول، أنتم شباب ونحن شيوخ ولكننا جميعاً مسؤولون؛ الشباب مسؤولون، تماماً كالشيوخ ولا فرق بينهم. يجب أن تصبّ جهودكم ومساعي الاتحاد أولاً في تنمية وتوسيع عدد الشباب الذين تخاطبونهم وتتوجهون إليهم من الناحية الكميّة ما استطعتم، ولا أقول توسيع حجم الاتحادات، بل توسيع دائرة تأثيرها ومضاعفة مساحات تبليغها وتأثيرها على الشباب من جيلكم. ذلك الشاب قد لا ينتمي إلى الاتحاد وقد لا يريد الانتماء، ولا ضير في ذلك، ولكن على الاتحادات أن تعمل على استقطاب جمهور غفير من المخاطبين والتأثير عليهم، وذلك الأثر هو عبارة عمّا ذكرناه؛ أي بناء هوية وشخصية الشابّ الإسلامي، بالطريقة التي تهدف إليها الجمهورية الإسلامية وتعرّفها، لا بالطريقة التي تحدّدها أمريكا والرأسماليون الصهاينة. وهذا واجب في أعناقكم وعليكم متابعته. علماً بأني على اطّلاع ببرامج الاتحاد، وقد وصلني تقرير عن ذلك وطالعته ووجدته تقريراً جيداً، فالبرامج برامج جيدة ومناسبة، ولكن يجب عليكم تقويتها يوماً بعد يوم من الناحية الكمية والنوعية.

إن البلد بحاجة ملحّة إليكم وإلى هؤلاء الملايين من طلاب المدارس والجامعات الموجودين اليوم في بلادنا. ونحن بحاجة إلى الشباب المؤمن والوفي والمؤمل المتفائل والنشيط والحيوي والمبدع، والبلد بحاجة لشباب كهؤلاء ومستقبله بحاجة إليهم. صحيحٌ بأن العدو على مدى سبعة وثلاثين عاماً من عمر الجمهورية الإسلامية لم يتمكن من أن يرتكب أي حماقة رغم كل الجهود التي بذلها خلال هذه الفترة، ولكن لا ينبغي النظر إلى العدو "نظرة ضعيف وحقير قد أعيته السُبل"، فإن لديه خططاً وبرامج طويلة الأمد. وكما إننا نتحدث عمّا بعد خمسين عاماً - كما تحدّثتُ قبل ثلاث أو أربع سنوات(6) عن برنامجنا لما بعد خمسين عاماً في المجال العلمي - ومعنى ذلك أننا نفكّر  للسنوات الخمسين المقبلة، فإن العدوّ كذلك يفكّر للسنوات الخمسين القادمة، ويجهد للحؤول دون استمرارية هذه الحركة - التي لم تبق محصورة في إيران، وإنما استمرت وتنامت وتبلورت في مناطق عديدة وبأشكال مختلفة -، ويجب علينا منعه والوقوف بوجهه،  من الذي يجب أن يمنعه؟ أنتم، أنتم أيها الشباب؛ المستقبل لكم. ابنوا أنفسكم بكل معنى الكلمة، واستقيموا أيضا وابقوا ثابتي الأقدام. غداً ستدخلون إلى الجامعة، فلا بد أن يؤدي وجودكم في الجامعة إلى تعزيز تلك الهوية الدينية والثورية في أنفسكم، لا إلى تضعيفها. هكذا هم البعض، حيث تجدهم قبل الذهاب إلى الجامعة على نمط، وبعده على نمط آخر! كلا، بل يجب تقوية هذه الهوية وتنميتها، فإن الجامعة إسلامية تنتمي إلى الإسلام وإلى الثورة وإلى أبناء هذا الشعب الثوري. إذاً لا بد من استمرار هذه الهوية والثبات عليها. فإن الثبات أمرٌ في غاية الأهمية.

وعليكم أن لا تقطعوا تواصلكم، فإن الاتحادات في الوقت الراهن على تواصل مع بعض البعض، ولا ينبغي قطع هذا التواصل، بل حاولوا الحفاظ على هذه العلاقات وعلى هذه السلسلة المباركة في الحال الحاضرة، وكذلك بعد العبور من المدرسة والدخول في الجامعة أو في أي مكان آخر، وكونوا مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَتَواصَوْا بِالحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ[العصر/3]، وحافظوا على بعضكم الآخر، كمتسلّقي الجبال في المناطق الخَطِرة الذين يربطون ظهورهم بالحبال، لئلا يسقط إلى السفح من تزلّ قدمه، لأنهم قد ربطوا بعضهم ببعض وشدّوا أنفسهم بالحبال، وإن زلّ أحدهم، سيمسك به الآخرون الذين لم تزل أقدامهم ويرفعونه إلى الأعلى.. هكذا يكون التواصي والتواصل. ﴿وَتَواصَوْا بِالحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ، تواصوا بمواصلة طريق الحق من جانب، وبالصبر من جانب آخر، الصبر هو الاستقامة والصمود والثبات، وعدم الانزلاق والخوف والتردّد حيال الأحداث المرّة. هذه هو كلامي معكم.

حيّز للأنشطة غير الدرسية....
حسناً، بالتأكيد على المسؤولين أيضاً واجبات ومهام. لحسن الحظ فإن وزارة التعليم والتربية تتمتع اليوم بإدارة متدينة، وهذه فرصة لا بد من اغتنامها. فإن كان التديّن هو الحاكم على رأس مجموعة، يمكن عندها إنجاز الكثير من الأعمال الجيدة - وقد أطلق هذان الشابان من أبنائي الأعزاء؛ هذه الفتاة وهذا الفتى، كلمات جيدة للغاية، بمعنى أن النقاط التي نبّهوا إليها نقاط صحيحة وجيدة، وأنا أوصي مكتبي أن يسجلوها ويولوا اهتمامهم بها ويتابعوها، وأوصي كذلك وزارة التعليم والتربية أن يستندوا إليها -.

 وأقول:
أولاً بضرورة توفير الفرصة لطلاب المدارس - لا للاتحادات الإسلامية وحسب - في سبيل ممارسة الأنشطة الثورية. ولزوم تنظيم المنهج التعليمي والتربوي – ولا سيما التعليمي - بالطريقة التي لا تؤدي بالتلميذ الشاب إلى أن يصرف كل وقته وطاقته وقدرته وموهبته وقوته الفكرية والجسدية على الأوراق المودعة بين دفّتي هذه الكتب، وهكذا الأمر أحياناً، حيث يجد المرء أن كل الطاقات الجسدية والنفسية والفكرية والعصبية تُصرف على هذه الكتب، ولا تتاح للطالب فرصةٌ للترفيه أو للرياضة أو للأنشطة الثورية، وهذا فيه خلل وإشكال. فليعملوا على أن تتوافر الفرصة ووقت الفراغ للطالب، ولا يتم إنجاز هذه المهمة بالطبع خلال يوم أو يومين، بل يحتاج إلى تخطيط وبرمجة. وقد لا يتسنى التوصل إلى ذلك في هذا اليوم أو في يوم غد، ولكن يجب متابعته إلى أن يتحقق. فلا بد من إعداد هؤلاء الشباب بشكل ثوري، ومنح فرصة للأنشطة الثورية وللفكر الثوري... هذا أولاً.

اجتماع القلوب.. ثروة لا حدّ لها
وثانياً فتح المجال أمام التنظيمات الطلابية الأمينة، كالجمعيات الإسلامية والاتحادات التي تمثل تنظيماً أميناً ومتديناً، أو التعبئة الطلابية التي تعتبر هي الأخرى تنظيماً يتسم بالأمانة والتدين، فليفسحوا لهم المجال، ويهيّئوا لهم أرضية العمل، ويوفّروا لهم الفرصة، ويزوّدوهم بالإمكانيات المادية والمعنوية - كما أشار هؤلاء الشباب إلى ذلك - ويمهّدوا لهم السبيل، ويعرفوا قدرهم. فلو أردنا نحن صناعة هذه الدوافع والمحفزات التي تتمتعون بها عبر المال والتبليغ والإعلام وأمثالها، لما تسنى لنا ذلك مطلقاً: ﴿لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ[الانفال/63]، وأقول هنا أيضاً: لو أنفقنا جميع ثروتنا، لما تأتى لنا جمع كل هذه الطاقات وكل هذا الشوق والشغف، لأنه يتدفق من الباطن، وهو من فِعل الله الذي بيده قلوبنا وقلوبكم، فلنعرف قدر ذلك. وشبابنا اليوم سواء في الاتحادات الإسلامية أو في التعبئة أو ما شاكل ذلك قد نزلوا إلى الساحة وخاضوا الميدان من أجل أن يعملوا في سبيل الله وفي سبيل الثورة وفي سبيل البلد، فلا بد من تهيئة الأرضية لهم ودعمهم مادياً ومعنوياً.ه قلوبنا وقلوبكم، فلنعرف قدر ذلك. ا ذلك مطلقا: ة والتدين، فليفسحوا لهم المجال،

والنقطة الثالثة هي معارضة بعض المدارس لممارسة النشاطات الثورية، وهذا ما أشار إليه أحد هذين الشابَّين العزيزَين، وكنتُ على اطلاع بذلك، وسمعتُ به من قبل. ولنفترض بأن الشباب يريدون إعداد برنامج ليوم الثاني والعشرين من بهمن ]ذكرى انتصار الثورة الإسلامية[ - على سبيل المثال - والمسؤولين في المدرسة بدلاً من مساعدتهم، يضعون أمامهم العقبات، ويمنعونهم أحياناً بصورة رسمية.. كلا، يجب الوقوف أمام هذا المنحى. فعلى الشباب أن ينجزوا دروسهم بشكل جيد، فليدرسوا جيداً، وهذا ما أنا أؤيّده، وأنتم على علمٍ بذلك، ولكن ينبغي إلى جانب الدراسة القيام بالأنشطة الثورية أيضاً.

شباب مؤمن ثوري؛ في قلب التحديات
أعزائي! شباب بلدنا هم مبعث أملٍ، البيئة الشبابية مبعث أمل، ولا يعني هذا بأنه لا خبر عندي عن وجود حفنة من الشباب الذين يسلكون السبل المنحرفة ويمارسون الأعمال السيئة، فإني على اطلاعٍ بذلك، ولكن في الجملة حينما أجول ببصري على البيئة الشبابية في البلد، أشكر الله سبحانه وتعالى. فإنه رغم كل عوامل الانحراف، وكل الدوافع والمحفزات، ورغم وجود جبهة معادية وسيعة تستهدف الشباب، يوجد لدينا جمعٌ غفيرٌ من الشباب المؤمن المتدين الثوري من أهل الدعاء والتوسل، شباب عاشق متشوق للتكامل المعنوي، وهذا ليس بالأمر البسيط القليل، وإنما هو في غاية الأهمية والعظمة. حيث نجد البعض منهم من أهل القرآن، والبعض الآخر من أهل الاعتكاف، وبعضهم من أهل المشي في الأربعين، وبعضهم من أهل الثبات والصمود في ميادين الثورة ومظاهرها، وكم لهذا من عظمة وقيمة كبيرة. والعدوّ يعارض كل هذه المظاهر.

وأقولها لكم بأن عدّو نظام الجمهورية الإسلامية قد مُني حتى اليوم بالهزيمة، وهذا مما لا شك فيه ولا ريب يعتريه. فاعلموا بأنه هُزِم حتى هذه اللحظة، وهذا ما أشرتُ إليه مراراً، وسببه واضحٌ وماثلٌ أمام أعيننا. والاستدلال على ذلك ليس استدلالاً معقداً غامضاً لا يمكن فهمه، وهو أنه حينما تأسست هذه الثورة وأُقيم النظام الإسلامي، عزم هؤلاء منذ اليوم الأولى على إسقاط هذا النظام والقضاء عليه، أو الحؤول دون تناميه على أقل التقادير. وقد مضت سبعة وثلاثون عاماً، والنظام تنامى وتعزّز يوماً بعد آخر، وأصبح شجرة باسقة عالية تُؤتي أُكُلها وثمارها، والعدوّ لم يتمكّن من ارتكاب أي حماقة.

حزب الله شمس الأمة الساطعة!
إذاً فالعدوّ لم يتمكن من تحقيق أي شيء، وهذا الأمر لا يختص بهذا البلد، بل لكم أن تنظروا في العالم الإسلامي ماذا فعلوا ضد الشباب المجاهد المؤمن في لبنان وفلسطين، وما استطاعوا أن يفعلوا؟ فكم قد شنّوا ضد حزب الله في لبنان من هجمات إعلامية وعملية، حيث هدّدوا ونفّذوا تهديداتهم عملياً، وفي وقت يظهر حزب الله شامخاً منتصب القامة في العالم الإسلامي. ولنفترض بأن الحكومة الفلانية العميلة الفاسدة الفارغة الخاوية استطاعت في القرار الفلاني عبر الأموال والدولارات النفطية أن تدين حزب الله، فلتذهب للجحيم! وما أهمية ذلك! إن حزب الله يسطع هناك كالشمس، وهو مبعث افتخار للعالم الإسلامي. شباب حزب الله ومجموعة حزب الله في لبنان مدعاة فخر للعالم الإسلامي، فقد أنجز هؤلاء ما عجزت عنه جيوش ثلاث دولٍ عربية خلال حربين أو ثلاث، حيث فرضوا على إسرائيل الهزيمة. فإنه قبل أن يلحقوا الهزيمة بهم، اندلعت على أقل تقدير حربان، لم تشارك جميع الدول في الحرب الأولى، وأما في الحرب الثانية فقد أعدت مصر والأردن وسوريا جيوشها ولكنها هُزمت أمام إسرائيل. فقد اصطفّت ثلاث دول - وأيّ دول، فإحداها مصر التي كانت تمتاز بجيش قوي، وسوريا كذلك، ودولة الأردن - أمام الكيان الصهيوني وبالتالي خسرت المعركة. غير أن حزب الله ألحق بهذا الكيان الصهيوني نفسه, وذلك بعد أن امتلك المزيد من القوة، الهزيمة خلال ثلاثة وثلاثين يوماً، أفهل يعدّ هذا إنجازاً صغيراً وبسيطاً؟ وهل من الخطأ أن نصفه بأنه مفخرة العالم الإسلامي؟ فلتصدر قصاصة ورق في مكان ما  وتقوم بإدانته، وما أهمية ذلك؟

الحقيقة ستنتصر
إن الحقيقة تتجه نحو الرشد والازدهار والتألق، أحياناً تعترض طريقها بعض الشدائد والصعاب، ولكن الحقيقة تنتصر في نهاية المطاف. يقول الله في كتابه: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً، فإن الزَبَد الذي يطفو على الماء يملأ العين في ظاهره؛ ذلك أنكم حينما تنظرون إلى الماء في الأنهار وهي تموج ويرتطم بعضها بالآخر، يظهر الزبد أمام العين، ولكنه يزول: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ[الرعد/17]، ولا يبقى إلا ذلك الشيء الذي ينفع الناس وتقوم حياتهم على أساسه، وهو الماء الجاري والصافي. والحقيقة كذلك، الحقيقة ستنتصر، ستصل إلى أهدافها المنشودة، نعم، هناك مشاكل ومشقات تعترض طريقها، لكن شرط الانتصار أن لا يُصاب جنديّ الحقيقة وضابطها ورائدها بالانهزام الداخلي ويفقد ثقته بنفسه أمام هذه الصِعاب، فإن كان كذلك، وصمد وتحمل الشدائد، سيصل إلى النتيجة، كما وصل إليها في الصدر الأول من الإسلام، وفي كل مواطن الاستقامة والثبات، وكذلك في زماننا هذا الذي هو زمن سيطرة الماديات.

أيها الأعزاء! الحقيقة لكم، أنتم أتباع الحقيقة، والمستقبل لكم أيضاً، وسوف يصل بإذن الله ذلك اليوم الذي تتضاءل فيه هذه المشاكل ببركة صمودكم شيئاً فشيئاً حتى تزول نهائياً، وتبلغون فيه القمة إن شاء الله.

أبلغوا سلامي للشباب الذين لم يحضروا اليوم. بالنسبة لما ذكروه من اقتراح لعقد هذا اللقاء كل عام، فهذا حسن ولا كلام فيه، وإن كنت لا أعلم تاريخه بدقة، كلما رأيناكم والتقينا بكم أكثر، فهو أحسن وأفضل بالنسبة لنا أيضاً.

والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته


1- في بداية اللقاء تحدث الشيخ على اكبري ممثل الولي الفقيه في الاتحادات الطلابية الاسلامية لطلاب المدارس والثانويات. وكذلك تحدث اثنان من الطلاب وقدموا اقتراحات وافكار في محضر سماحة الإمام القائد
2- كلمته في اعضاء المجمع العالمي لاهل البيع عليهم السلام (26/5/1394ش)(8/2015)
3- لقاء طلاب الجامعات 19/5/1391(8/2012)
4- الكافي ج7 ص 460.
5-  الصحيفة السجادية , الدعاء 20, [5]
6- 17/7/1392( 11/2013)

06-05-2016 | 11-30 د | 1808 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net