الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
الخطاب الثقافي التبليغي رقم (21): يا مولانا يا صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه) الخطاب الثقافي التبليغي رقم (20): غيرة اهل الايمان الخطاب الثقافي التبليغي رقم (19): إن مع التضحية نصراً الخطاب الثقافي التبليغي رقم (18): هيهات منّا الذلّةالخطاب الثقافي التبليغي رقم (17): ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ

العدد 1639 19 ربيع الثاني 1446 هـ - الموافق 23 تشرين الأول 2024 م

التضحية في سبيل الله

القتال من أجل الأهداف الإلهيّةمراقباتالوحدة تعني التأكيد على المشتركات«يا لَيتَنا كُنّا مَعهُم»
من نحن

 
 

 

التصنيفات
لدى لقائه جمعاً من عوائل شهداء الدفاع المقدّس
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

خطاب قائد الثورة الإسلاميّة الإمام الخامنئي (دام ظلّه الشريف) لدى لقائه جمعاً من عوائل شهداء الدفاع المقدّس والدفاع عن المقدّسات بتاريخ 12/12/2018م

إيران الإسلام ستحيي الذكرى الأربعين لانتصار ثورتها رغم أنف أميركا

محاور رئيسية
• دماء شبابكم صانت البلد من أطماع المستكبرين
• الإيمان بالشهادة صنع لبلادنا مصيرها المجيد
• حذارِ الإنخداع بألاعيب العدو وريائه

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى محمّد وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين الهداة المهديّين المعصومين. والسلام على شهدائنا الأبرار المكرّمين.

سلام الله تعالى وعباده الصالحين وملائكته على أرواح الشهداء الطيبة؛ على كلّ شهداء التاريخ، وشهداء الإسلام، وشهداء الثورة الإسلامية، وشهداء الدفاع عن الثورة والإسلام، وعن حريم أهل البيت (عليهم السلام)، وعن أمن البلاد، إلى يومنا هذا.

المرتبة السامية لعوائل الشهداء
أرحّب كثيراً بعوائل الشهداء المحترمين: الآباء والأمهات والزوجات والأبناء. عباد الله الصالحون يعرفون قدر عوائل الشهداء وآبائهم وأمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم إخوتهم وأخواتهم والمفجوعين بهم. والسبب هو أنَّ الله تعالى صلَّى وسلَّم عليكم: «أُولٰئِكَ عَلَيهِم صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِم وَرَحمَةٌ» (1). وأن يُصلّي الله ويُسلِّم على أحد لهي مرتبة سامية ومهمّة جداً. ذلك لأنّكم صبرتم، ولأنّكم حوّلتم مُصاب فقد الإبن ــــ الذي يُعدُّ مأتماً بالنسبة إلى غالبية الناس في العالم ــــ إلى يوم عيد وتهنئة. ولقد واسيتم أنفسكم بأنّ الله تعالى قد جعل ابنكم الشاب في جواره: «أَحيَاءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقُونَ» (2). [نعم] لصبر عوائل الشهداء مثل هذه القيمة.

رسالة الشهداء: البشارة لهم ولمن هم على دربهم
إنَّ رسالة الشهداء رسالة بِشارة حقاً. وعلينا نحن أن نصلح آذاننا لنسمع هذه الرسالة. البعض لا يسمعون لرسالة الشهداء. لكنَّ القرآن الكريم يقول: «وَيَستَبشِرُونَ بِالَّذِينَ لَم يَلحَقُوا بِهِم مِّن خَلفِهِم أَلَّا خَوفٌ عَلَيهِم وَلَا هُم يَحزَنُونَ» (3). رسالة الشهداء رسالة نفي الخوف والحزن. وطبعاً المصداق الأتمّ [لنفي] الخوف والحزن هذا يتعلق بالشهداء أنفسهم. في تلك النشأة المحفوفة بالخوف والحزن حيث ينشغل جميع الناس بأنفسهم [عن باقي الخلق]. أما الذين استشهدوا في سبيل الله ـــ وهم أبناؤكم هؤلاء ــــ سواء الذين استشهدوا في ملحمة الدفاع المقدس، أو الذين استشهدوا في الدفاع عن الحدود، أو الذين استشهدوا في الدفاع عن الأمن، أو الذين استشهدوا في الدفاع عن المراقد المقدسة وعن حريم أهل البيت (عليهم السلام)، فرسالتهم رسالة بشارة لأنفسهم وكذلك لمخاطبيهم ومستمعيهم.

الإيمان بالشهادة صنع لبلادنا مصيرها المجيد
ولهذا قال الإمام الخميني الجليل: «الشعب الذي يعرف الشهادة لا يعرف الأسر». عندما تنظرون إلى التضحية في سبيل الله على أنهّا فوز عظيم، وتخوضون المخاطر من أجل الشهادة، ولا تخافون شيئاً، فلن تستطيع أيّ قوة في العالم الوقوف بوجهكم.
إنّ الغلبة والقدرة هي من نصيب الشعب والأمة التي تؤمن بأنّها إذا ما تعرَّضت في هذا الطريق لخطر وأذى واستشهاد ومفارقة للدنيا فإنّها ستكون الفائزة، وليست الخاسرة. والشعب الذي يتمتّع بهذه الروحية وهذه العقيدة لن يُهزم ولن يعرف الانكسار، وسيتقدّم إلى الأمام، كما تقدَّم الشعب الإيراني إلى الآن في طريقه المحفوف بالكثير من المخاطر والمشاق. وهل هذه مزحة؟ أن يجتمع كل أقوياء العالم الفاسدون الخبثاء ويتعاضدوا ويقفوا بوجه الشعب الإيراني ولا يستطيعوا ارتكاب أيِّ حماقة طوال أربعين سنة، وتتبدَّل هذه الغرسة اليافعة إلى شجرة قويّة محكمة، طيبة لا يمكن هزّها. من الذي فعل هذا؟ إنّه الإيمان بالشهادة هو الذي صنع للبلاد هذا المصير المجيد الشامخ؛ أي شبابكم هؤلاء.

النماء الثوري معجزة نظام الجمهورية الإسلامية
يبكي [الشابّ من أبنائكم] ويتمنّى أن يُستشهد في سبيل الله. يتوسل إلى أبيه وأمه ويقول لهما: لقد ذهبت وشاركت في العلميات ولم استشهد، لأنّكما لم تكونا راضيين. فيتوسل إليهما بأن يرضيا لكي ينال هو الشهادة. يقول لزوجته ــــ وقد قرأت هذا في سيرة أحد الشهداء المدافعين عن المراقد المقدسة؛ يقول لزوجته: إنّك لم تكوني راضية بأن استشهد وإنّك لا تسمحين لي بالشهادة، فيتوسل إلى زوجته بأن ترضى لينال هو الشهادة. العالم المادي لا يفهم معنى هذا الكلام ولا يُدركه، لكنّه موجود. وهذه الروح وهذه العقيدة هي التي تثبِّت شبابنا المؤمنين الثوريين وتبقيهم كالجبل الراسخ في مقابل الأحداث. نعم، لقد قلنا مراراً إنَّ بعض العناصر الثورية تنكّبت عن الطريق، وشهدت الثورة بعض حالات السقوط، وحليت الدنيا في أعين البعض. وكذا كان الحال في صدر الإسلام، ففي صدر الإسلام كان البعض ثوريين في بداية المطاف، ثم انقلبوا من أهل الدنيا وطلابها في أواسط الطريق وأواخر العمر. نعم، هذا واقع قائم، ولكن، إلى جانب حالات السقوط هذه، لدينا أضعاف مضاعفة من حالات النماء؛ النماء الثوري. وهذه هي معجزة الثورة [الإسلامية]. فبعد أربعين عاماً ترون الشباب المؤمن المسلم، الذين لم يروا الإمام الخميني ولم يعايشوا الثورة ولا مرحلة الدفاع المقدس، ولم يشهدوا تلك الملاحم عن قرب، ينزلون اليوم بروحهم الثورية إلى الميدان كالشباب في بداية الثورة ـ وعلى غرار الشهيد هِمَّت والشهيد خرَّازي وعظماء من هذا القبيل ـ ويقفون بوجه العدوّ بكامل الرغبة والإحساس بالمسؤولية وبمنتهى الشجاعة. وهذا هو ما أقصده حين أقول إنَّ الشباب المؤمن اليوم إن لم يكونوا متفوّقين على شباب أوائل الثورة من حيث الدوافع والمحفزات فإنهم غير متأخرين عنهم. هذا هو نماء الثورة، وهذه هي معجزة الثورة، وهذه هي معجزة نظام الجمهورية الإسلامية الذي استطاع إعادة إنتاج تلك الروحيات المثابرة والقوية والفولاذية على نمط شهدائكم هؤلاء اليوم. هؤلاء مبعث فخر [لنا]، وهم أعمدة هذه الثورة وأركان هذا البلد.

دماء شبابكم صانت البلد من أطماع المستكبرين
إنّ شبابكم هم الذين حفظوا هذا البلد، وهذه الدماء الطاهرة المراقة على الأرض هي التي منعت مستكبري العالم وأمريكا المجرمة من السيطرة على هذا البلد كما كانوا يفعلون في عهد الطاغوت [النظام الملكي البائد]. هؤلاء هم الذين حالوا دون ذلك، وهم الذين منعوا ذلك. لو لم تكن هذه الشهادة والشجاعة وهذا الصبر الذي أبداه الآباء والأمهات والزوجات ما كان معلوماً كيف سيكون وضع البلد، وما كان معلوماً هل سيستطيع هذا البلد الصمود بوجه هذه الجبهة المستكبرة. لقد ثبتنا وصمدنا لأن البلد كان فيه شباب مثل شبابكم، وما زال أمثال هؤلاء الشباب موجودين.

الشعب يقدر الشهداء ويقدر تضحيات عوائلهم
والشعب يعرف قدر هؤلاء. لاحظوا ما الذي يفعله الناس في تشييع الجثامين
الطاهرة لهؤلاء الشهداء الذين استشهدوا في هذه الأيام: شهداء الحدود، والشهداء المدافعين عن المراقد، ومختلف الشهداء المضحين من أجل الأمن وما شاكل. وبالأمس في كهكيلويه وبوير أحمد (4) رأيتم كيف شيَّعت الحشود الهائلة الجثمان الطاهر لجندي شهيد. هكذا هي القضية، فهؤلاء الناس يعرفون قدرهم [قدر الشهداء]. هناك بضعة أشخاص منحرفي الفهم معوجّي التفكير منجذبين للعالم المادي الغربي، يتكلمون ويطلقون تحليلات هشة لا معنى لها، فليفعلوا [ما يحلو لهم]، لكن واقع الأمر غير ما يقولونه. الجمهورية الإسلامية قوية بمعنوياتها وفكرها وأناسها المضحين وبإيمانها وبالآباء والأمهات المؤمنين وبالزوجات المؤمنات وبالشباب المؤمنين. فالشابّ الذي يغضُّ الطرف عن عائلته، وعن زوجته الحبيبة، وعن طفله الحلو الكلام، ويذهب ليجاهد في سبيل الله ويعرّض نفسه للخطر، هو وأمثاله من حفظوا البلد، وقوة الثورة تتبدّى بوجود مثل هؤلاء الأشخاص ومثل هذا الإيمان. لكن العدوّ لا يفهم [هذه الحقيقة].

مخططات أميركا للهيمنة على إيران الإسلامية باءت بالفشل
وأقولها لكم: إنَّ أعداء إيران الإسلامية المعروفين غارقون في الوحل؛ وحل الفساد الأخلاقي ووحل الفساد السياسي. انظروا إلى مسؤولي الحكومة الأمريكية اليوم، لاحظوا عبادتهم للمال، وانتهاكهم للحقوق، وعدم اكتراثهم لأرواح البشر وممتلكات الشعوب. ومن النماذج على ذلك ما يحصل في اليمن. إنّ من يرتكب الجرائم في اليمن هم السعوديون، لكنّ الأميركيّين شركاؤهم في هذه الجرائم، وهم بدورهم يعترفون بذلك. يقصفون المستشفيات والأسواق والمحافل والتجمّعات البشريّة. ليست القضية قضية معارك عسكرية، إنّما هم يعارضون الشعوب. هؤلاء مجرمون وغارقون في الوحل. هذا هو الوجه [الحقيقي]لأميركا. إذا أراد الشعب الإيراني أن يعرف أمريكا والاستكبار، الذي تمثله أمريكا بشكل صحيح، فعليه أن يلاحظ ما يجري اليوم، وما يفعله الرئيس الأمريكي الحالي. (5) والساسة الأمريكيون الحاليون؛ جميعهم على هذا النحو. والأمر لا يختصُّ بهؤلاء فقط. هؤلاء كشفوا عن ذلك الوجه القبيح الكريه، وإلا فكلهم هكذا. وإيران الإسلامية تقف بوجه هؤلاء. إيران الإسلاميّة تقف بوجه انتهاك الحقوق وانعدام العدالة وتقف بوجه الفساد الأخلاقي والفساد السياسي. واستقلال إيران الاسلاميّة وثباتها أدّيّا ــ بالطبع ــ إلى معاداة ناهبي العالم لها. فهؤلاء يريدون السيطرة والهيمنة ويتمنون أن تكون إيران [اليوم] كإيران ما قبل الثورة عندما كانوا متحكّمين بكلّ أمورها ومقدراتها، وكباقي البلدان الضعيفة الموجودة اليوم. وأنتم ترون أنّهم يمدون يد الصداقة لبلد ما لكنّهم يمتصون أمواله ويأخذونها، ثم يقولون إنّهم بقرتنا الحلوب. إنهم يريدون أن تغدو إيران العزيزة، إيران العظيمة، إيران المجيدة والشعب الإيراني الشجاع، مثل تلك البلدان خاضعة لقبضتهم وتحت يدهم. لم يحقّقوا هذا الهدف ولن يحقّقوه يقيناً.

لقد أطلق إمامنا الخميني الجليل على أمريكا اسم "الشيطان الأكبر". فما معنى الشيطان؟ الشيطان هو ذلك الموجود والعنصر الذي يجب على جميع الأفراد المتديّنين والموحّدين في العالم الوقوف بوجهه. الإمام الخميني بهذه التسمية عبّأ في الواقع جميع الموحّدين في العالم، وكلّ المتديّنين في العالم، وكافة الشعوب المنصفة على وجه البسيطة بوجه أمريكا. وقد كُتب النجاح لهذا الهدف إلى حدٍّ كبير. وسوف يلقى النجاح والتوفيق بشكل أكبر [في المستقبل]. والعدوّ يسعى أيضاً ويحاول لعله يستطيع حرف الشعب الإيراني [عن قضاياه ومبادئه]. وقد انكشفت بالطبع، مخططات أمريكا ضدّ الشعب الإيراني، ولم يعد لديهم مخطط يستطيعون تنفيذه وتوجيه ضربة [من خلاله]. لقد فعلوا كل ما استطاعوا فعله، ولقد انكشفت مخططاتهم المستقبلية أيضاً.

إيران الإسلام ستحيي الذكرى الأربعين لانتصار ثورتها رغم أنف أميركا
إنّ هدف أمريكا ومخطّطها من هذه الأعمال الأخيرة ؛ هذه الأعمال التي قاموا بها في العام أو العامين الماضيين، والجزء الكبير منها هو الحظر الاقتصادي الشامل ـ والأعمال التي يقومون بها، والمؤامرات التي يحيكونها حيث يعيّنون مأمورين خاصّين لمواجهة إيران، ويساعدون مختلف أعداء إيران من منافقين وأمثالهم ــ تتمثّل في أنّهم لربّما يستطيعون عبر الحظر والأعمال المزعزعة للأمن وما إلى ذلك، إيجاد الخلاف والشقاق والفتنة الداخلية والمشكلات في الجمهورية الإسلامية العزيزة. هذا هو هدفهم وقد بذلوا كلَّ مساعيهم في هذا السبيل.

لقد أعلنوا في مستهلّ هذا العام أي عام [97 هجري شمسي] ، أو قبل ذلك بقليل. أي في بداية السنة الميلادية الجارية، أنَّ: أمام إيران صيفاً حارّاً. وكان قصدهم أنّنا سنتوجه في الصيف إلى إيران وسوف تُنفذ مخططاتنا فيها. و[هذه المخطّطات تتمثّل في] الخلافات والمعارك وجرّ الناس إلى الشوارع والساحات، وإشعال حربٍ بين هذه الجماعة وتلك الجماعة وبين تلك الجماعة وجماعة [أخرى]، وإطلاق النزاعات. هذا كان هدفهم. وعلى رغم أنوفهم كان صيف هذا العام واحداً من أفضل فصول الصيف [التي شهدتها الجمهورية الإسلامية]. ثم قالوا إن الجمهورية الإسلامية لن تشهد عامها الأربعين؛ بمعنى أنهم سوف ينفّذون المؤامرات نفسها في خريف وشتاء هذا العام. هذا والشعب الإيراني واقف بكلّ قوة، وسيُحيي، بإذن الله، في الثاني والعشرين من بهمن [الحادي عشر من شهر شباط] الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية بنحو أكثر عظمة وهيبة من السنين الماضية.

الشعب يقظ. والمسؤولون يمارسون أعمالهم، يسعون ويبذلون الجهود. بالطبع يجب أن يبذلوا جهوداً أكبر. وأقول هنا لشعبنا العزيز: حافظوا على هذه اليقظة. حين يقولون: إننا سنفعل كذا وكذا في العام 97 ويكشفون عن مخطّطاتهم ضدَّ الجمهورية الإسلامية ـ أي إنّ مخططاتهم انكشفت وتسربت في الواقع ـ فقد تكون هذه خدعة، ومن الممكن أن يثيروا الضجيج حول العام 97، لكنهم يرسمون الخطة للعام 98؛ هذا من باب المثال. ينبغي علينا جميعاً أن نكون يقظين متنبّهين. وهذا ما أقوله للشعب كلّه. أمريكا عدوّ خبيث ومحتال وهم متحالفون مع الصهاينة والأنظمة الرجعيّة في المنطقة. وهؤلاء كلّهم أعداء إيران الإسلامية وأعداء الشعب الإيراني، وعلينا أن نكون يقظين. بالطبع، نحن أقوى منهم، وهم بالرغم من هذه الحوافز القوية ضدَّ الجمهورية الإسلامية لم يستطيعوا ارتكاب أيّ حماقة إلى الآن. ولن يستطيعوا بعد الآن أيضاً. هذا ممّا لا شكَّ فيه. العدو ضعيف: «إنَّ كيدَ الشَّيط‌ـانِ كانَ ضَعيفاً» (6)، هذه آية قرآنية لكنّنا يجب أن لا نغفل، وينبغي أن لا يأخذنا النوم.

لنكن يقظين: حذارِ الإنخداع بألاعيب العدو وريائه
توصيتي لكلّ شبابنا، ولكلّ مؤسساتنا وجمعيّاتنا المختلفة، ولكل الهيئات والتيارات السياسية في البلاد هي أن يحذروا ولا يقدّموا المعونة للأعداء، وليحذروا من أن يُهيّئوا ويوطّئوا الساحة للأعداء، وليكونوا يقظين واعين. إذا ما غفلنا وغلبنا النوم فإنَّ ذلك العدوّ الضعيف نفسه، سوف ينفث سمومه. يجب أن نكون جميعاً يقظين واعين، وكما إنّ الشعب الإيراني اليوم يقظ بحمد الله، وكما كان يقظاً طوال هذه السنين، يجب أن نحافظ على هذه اليقظة. هذه هي توصيتي للشباب. على الجميع، أينما كانوا، أن يعملوا من أجل البلاد ولتقوية البلاد ولتعزيز اقتصاد البلاد ومن أجل الإنتاج الداخلي ـ وقد أعلنّا الإنتاج الداخلي شعاراً لهذه السنة. ليبذل كلُّ شخص مساعيه في أي موقع كان: المُنتِج بنحو، والمستهلك بنحو، وصاحب القرار بنحو، والمشرِّع بنحو، والمنفّذ بنحو، والحكومة بنحو، ومجلس الشورى بنحو، والسلطة القضائية بنحو. ليقم كلّ واحد بواجباته بيقظة ووعي تامّ. هذه هي توصيتنا للشعب.

وأوصي مسؤولي البلاد أن يضاعفوا جهودهم ومساعيهم، وليحذروا من الانخداع بألاعيب العدوّ الكلامية وريائه. ليحذروا من العدوّ الخبيث أن يدخل من النافذة بعد أن طردوه من الباب. فالعدوّ يستخدم أنواع الأساليب وصنوف الحيل ليتمكّن من أن يلسع وينفث سمومه. وعلى المسؤولين أن يكونوا حذرين.

ما أرى أنّه ينبغي أن يتمّ وينجز لرفع مشكلات الناس على الصعيد الاقتصادي هو تقوية الإنتاج الداخلي، وهذا ما أوصيت به المسؤولين. ينبغي الاهتمام بالإنتاج الداخلي، وسوف تقل مشكلات الناس الاقتصادية إن شاء الله إذا تمَّ التحرّك بهذا الاتجاه بشكل جدّي وجيّد.

جرائم السعودية في اليمن والبحرين ستنتهي بضررهم
هناك من عقد أواصر الصداقة في العالم الإسلامي مع العدوّ. وما يقوم به آل سعود، وهذه الجريمة التي يرتكبونها في اليمن لاحتلالها، وما يرتكبونه بحقِّ الشعب اليمني المظلوم، سوف ينتهي بضررهم. فليفهموا هذا الشيء. سينتهي هذا بضررهم. إنّهم اليوم، ومنذ أربعة أعوام أو ما يقاربها يرتكبون الجرائم في اليمن. وكانوا يتصوّرون بأنهم سيستطيعون خلال عدّة أيّام أو عدّة أسابيع كحدٍّ أقصى أن يسيطروا على اليمن ويمسكوا بزمام الأمور فيه. لكن، مضت أربعة أعوام ولم يستطيعوا ذلك. وكلما تقدَّم بهم الزمن سيكون سقوطهم أشدّ، والضربة التي سيتلقونها أكثر إيلاماً. كيف يمكن لحكومةٍ تحكم شعباً مسلماً وبلداً إسلامياً أن تتحول إلى آلة بيد أعداء الإسلام، إلى آلة بيد أمريكا، وبقرة حلوب لها؟ لماذا؟ على خادم الحرمين الشريفين أن يكون مصداقاً للآية الشريفة "أشِدّاءُ على الكفّار" (7) لا "أشدّاء على المؤمنين". هؤلاء "أشدّاء على المؤمنين"؛ "أشداء على اليمن"، "أشداء على البحرين". يُمارسون الضغوط على الشعوب المؤمنة. وهذه سياسة بلهاء جداً تستدعي الغضب الإلهي.

ليراقب الشعب الإيراني كلّ هذه الأوضاع بأعين مفتوحة وببصيرة، ويرسِّخ موقفه، وليعلم أنه في [وسط] هذا البحر العاصف في هذه المنطقة والعالم ـ وقد وصلت العاصفة اليوم إلى أوروبا أيضاً، ولكم أن تشاهدوا ما يحصل في فرنسا، والبلدان الأوروبية هي الأخرى أسيرة العاصفة والطوفان ـ وفي هذا الطوفان الذي عمَّ العالم والمنطقة على وجه الخصوص، يستقرّ الشعب الإيراني ببركة الإسلام في سفينة محبة أهل البيت (عليهم السلام) والإسلام الآمنة. حافظوا على هذه البصيرة، وحافظوا على هذا النهج، وواصلوا هذا المسار بقوّة إن شاء الله. فالنصر حليف الشعب الإيراني.

رحمة الله وصلواته وسلامه على الشهداء وعوائل الشهداء! وأبدي مرة أخرى إحترامي ومحبتي لآباء الشهداء وأمّهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم وإخوتهم وأخواتهم.

والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


1ـ سورة البقرة، شطر من الآية 157.
2ـ سورة آل عمران، شطر من الآية 169.
3ـ سورة آل عمران، شطر من الآية 170.
4ـ إحدى محافظات الجمهورية الإسلامية في إيران.
5ـ دونالد ترامب.
6 ـ سورة النساء، شطر من الآية 76.
7ـ سورة الفتح، شطر من الآية 29.

19-12-2018 | 16-20 د | 1415 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net