الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
بواعث النزاع في الحياة الزوجية
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم

ما هو الموقف الذي ينبغي اتخاذه إذا حاولت زوجتك فرض حالة النزاع عليك؟ لسنا بصدد طرح الأسئلة، خاصّة في قضايا حساسة كهذه، لكننا نحاول البحث عن المواقف المطلوبة لتسوية النزاع أو التخفيف من حدّته أو محاولة تلافي وقوعه. إن الحياة المشتركة تتطلب في البداية السعي لتصفية التناقضات التي تؤدي إلى وقوع النزاع، ذلك أن علاج المسألة من جذورها هو الضمان الوحيد للقضاء عليها وعدم ظهورها أو تجددها في المستقبل. ويعتبر هذا الإجراء مرحلة أولية في محاولة الحدّ من النزاع، وفي المرحلة الثانية تتوفر لدى المرأة الشجاعة الكافية للاعتراف بالخطأ، ذلك أن اعترافك بخطئك لا يعد ضرورة فحسب بل واجباً اجتماعياً يصب في مصلحة الأسرة، ويحول دون وقوع كارثة محتملة. كما أن تحملك وصبرك وتسامحك وتضحيتك ورغبتك في استمرار الحياة المشتركة هو خطوة إيجابية في طريق حل النزاع وإعادة روح الصفاء إلى جو الأسرة؛ وإذا استعصى التفاهم فمن الممكن تحكيم طرف ثالث يتمتع بالمواصفات المطلوبة كالخبرة والنضج والجلوس معاً وحل النزاع بروح موضوعية هادئة.


تأمّل في بواعث النزاع:
أن توقع حياة زوجية خالية من كل مشكلة أمر خاطىء وبعيد عن الواقع. إن الحياة المشتركة التي تعني اشتراك إنسانين في الحياة تحت سقف واحد بالرغم من الاختلافات العديدة في الذوق والرأي والفكر، يهيىء الأرضية المناسبة لحدوث التّصادم؛ ولذا فإن المطلوب من الزوجين إدراك هذه المسألة واحترام كل منهما لذوق وآراء الطرف الآخر. أن على الزوجين ـ وأعتباراً من اليوم الأول لبدء الحياة المشتركة ـ أن يفكرا بهذا الجانب وأن يقدما التنازلات لكي يمكنهما الوقوف على أرضية مشتركة تكفل لهما التّعايش بصفاء.

مواقف خاطئة:
نشاهد ـ ومع الأسف ـ العديد يستخدمون أسنانهم بدل أصابعهم لحل عقد الحياة وينتخبون طريقاً خاطئة للوصول إلى الهدف بدل الطريق الصائب. إن استخدام سياسة العصا الغليظة في الحياة يعتبر في الواقع حماقة لا تؤدي إلاّ إلى نهاية بائسة؛ وإذا كان هناك أسلوب صحيح يضمن سعادة الحياة الزوجية فإنما يكون من خلال المواقف الخيّرة. يظن البعض خاطئين أن أفضل أسلوب لحل المشاكل هو الانتحار وعدم مواجهتها؛ ولا يعتبر هذا بطبيعة الحال حلاً، ذلك أن فرارنا لن يغيّر من الأمر شيئاً سوى ادخال السعادة على أعدائنا. كما أن الانتقاد والإساءة في التعامل والنزاع والتناطح هو الآخر ليس حلاً للمشاكل، إن أفضل الطرق لحل القضايا هو في قضاء ساعة من العمر في التأمل ومراجعة النفس والبحث عن الطريق الصحيح الذي يرضي الله سبحانه، ذلك أن طريق الخير هو من أكثر الطرق يسراً وخلوّاً من العقبات.

البحث عن أهداف النزاع:
قبل اتخاذ أي موقف ينبغي السعي للبحث عن جذور وأهداف النزاع، ذلك أن معرفة بواعث النزاع يساعد على اتخاذ الموقف الصحيح. إن المودة والحب المنشود في الحياة الزوجية لا يتحقق إلا بالقضاء على جذور النزاع ومعرفة البواعث والأسباب التي تكمن وراءه، ومن ثم تقديم الحلول المناسبة. كما أن بحث الأمر مع بعض الأصدقاء والمعارف ممن يثق برأيهم وعقلهم، بل وحتى بحث ذلك مع الزوجة نفسها يساعد على حلحلة الكثير من المشاكل والعقد.

وللبحث في الأسباب والأهداف التي تكمن وراء النزاع يمكن تصنيفها في أربعة مجالات هي:
أ ـ ما يرتبط بك، وعليه يتعين المبادرة لعلاج المسألة ذاتياً.
ب ـ ما يرتبط بزوجك وشريك حياتك، وفي هذه الحالة يتعين عليك وعلى الآخرين الإقدام للإصلاح ومعالجة الأمر.
ج ـ ما يرتبط بالزوجين معاً، وهنا ينبغي الإقدام سوية والعمل على تسوية النزاع من الجذور.
د ـ ما يرتبط بالأخرين وتدخلاتهم، وفي هذه الحالة يتوجب اتخاذ ما من شأنه أن يمنع كل أشكال التدخل السلبي.

أ ـ ما يتربط بك:
تعج النفس البشرية بالكثير من العواطف والميول، كما تموج بالعديد من الطموحات الخيالية، ولذا ينبغي البحث دائماً عن جذور جميع المشاكل في أنفسنا وأعماقنا، وليس من حقنا أن نعتبر الطرف الآخر الذي يقاسمنا الحياة مسؤولاً عن كل ما ينشب من نزاع وكل ما يشتعل من عراك. لماذا لا نحاول أن نتأمل الأمور بموضوعية؟ لماذا لا نبحث عن أخطائنا؟ لماذا نغض الطرف عن مواقفنا ونطالب الآخرين بتنفيذ آرائنا والانصياع لنظرياتنا؟ إن أوليات الحياة المشتركة تتطلب احترام الآخر، احترام رغباته وميوله وأفكاره وإنه إنسان له شخصيته وكرامته وحقه في التعبير والمشاركة.

إن أقل الآلام التي تسببها للطرف الآخر قد يعصف بالحب الذي يربطك وإياه، ذلك أنه لم يكن ليتوقع هذه الإساءة منك. ينبغي أن تكون الممارسة بحيث لا تحرك غضب، غيرة، وحسد الطرف الذي يقاسمك الحياة. إن ضبط النفس وصيانة اللسان عن الكلام الجارح من مقومات الشخصية الإنسانية، خاصة في الحياة الزوجية. دع البحث عن العيوب جانباً وابتعد عن الرغبات الخيالية، وخذ حقه بنظر الاعتبار واحترام آرائه: فهذه أوليات وألفباء الحياة الزوجية. لا تحاول أبداً فرض نفسك على الآخرين، ولا تتخذ من الممارسات السيئة أسلوباً في التعامل، ولا تطرح نفسك ديكتاتوراً في الأسرة. إن هذه الأمور تعمل عمل المِعْوَل في هدم الأساس الأسري.

ج ـ ما يرتبط بالزوجين معاً:
وفي هذا اشتراك واضح في خلق النزاع أو المشكلات، فالرجل يتحمل نصيبه في إثارة الصراع وكذلك المرأة مسؤولة في تغذية ذلك النزاع أو استفحاله أو بالعكس، وإذا أردنا أن نبحث في بواعث النزاع نجده فيما يلي: التساهل في مسائل العفة والتقوى، عدم رعاية الضوابط الأخلاقية، الفوضى في المعاشرة، عدم رعاية الحقوق المتبادلة، انعدام الاحترام المشترك، التدخل في الشؤون الخاصة، غياب التحمل الناجم عن الإرهاق في العمل اليومي، غياب الخبرة المطلوبة، إثارة العيوب أمام الآخرين، ومحاولة إثبات القدرة. ومما لا شك فيه ينبغي في مثل هذه الحالات على كل من الطرفين السعي لإصلاح عيوبه قبل أن يفكر بإصلاح عيب الطرف الآخر، إن الحياة المشتركة تعني الالتزام ببعض التعهدات المتبادلة، ولذا فإن رعاية جانب العفة والتقوى ليس أمراً منحصراً بالمرأة فقط بل إن هذا الجانب يشمل الرجل أيضاً، وما أكثر النزاعات التي تنشب بسبب غضب المرأة حيال تصرفات وسلوكيات زوجها. وهذه المسألة كثيراً ما تطرح من قبل الزوجات، حيث يشكين غياب التزام أزواجهن، كما أن التدخل في الشؤون الخاصة هو الآخر يثير بعض الحساسيات التي تؤدي إلى النزاع. إن واجبنا أن نحترم الطرف الآخر وأن نقدره لا أن نصب عليه اللعنات أو نهاجمه، فإذا كان أحدنا قليل التحمل أو متعباً بسبب عمله اليومي أو يحمل بعض عقد الماضي فليس لزوجته ذنب في ذلك.

د ـ ما يرتبط بالآخرين:
إن بعض الأفراد وانطلاقاً من حسدهم وجهلهم وميلهم إلى الانتقام يتدخلون في شؤون الأسر في محاولة لتقويضها، بل إن بعض التدخلات تسفر عن نتائج سلبية بالرغم من النوايا الحسنة التي تدفع بعض الخيّرين لإصلاح ذات البين.

حديث مع الشباب:
ينبغي أن نذكر الشباب من الذين ولجوا عالم الحياة المشتركة ببعض النقاط المهمة، واعتبارها كمعالم في طريق حياتهم الزوجية.
1 ـ إن اعتبار الرجل قيّماً على الأسرة ورئيساً للعائلة لا يعني منحه سلطة مطلقة تتحكم في مصير أفرادها.
2 ـ على المرأة أن لا تستغل هدوء الرجل أو سكوته وحلمه في كثير من الأمور فتدمر هذه الصفات السامية فيه.

الاعتراف بالخطأ:
في الحياة الاجتماعية يمكن لإنسانين أو حتى لفئتين اختلفتا وانفصلتا عن بعضهما البعض، يمكن لهما الجلوس على مائدة واحدة والتحاور بينهما وتسوية ما حصل من نزاع بقليل من المحبة والتسامح. وقد يعقب هذا الحوار الهادئ، ليس عودة العلاقة كما كانت عليه، بل وربما عودتها أقوى وامتن من ذي قبل؛ وهذا لا ينطبق على عالم الصغار والشباب بل يتعداه إلى دائرة أوسع وأكبر.

إن ما يبعث على الأسف حقاً وجود بعض الأفراد الذين يعيشون سوية ويشتركون في الحياة معاً، ولكنهم يمضون حياتهم بالآلام والمتاعب دون أن يفكروا باتخاذ المواقف الصحيحة باتجاه بعضهم البعض أو أن ينتهجوا السلوك السليم الصائب، بل إنهم وبدل ذلك يزيدون الطين بلّة باتخاذهم المواقف الخاطئة، وبعدها يتمنون الخلاص من هذه الحياة الجهنمية التي صنعوها بأنفسهم!

نعم إنه أمر يبعث على الأسف حقاً أن يقوم زوجان، وفي مقتبل حياتهم المشتركة، وبسبب جهلهم وانعدام خبرتهم في اتخاذ المواقف، بتحويل عشهم الدافئ إلى جحيم مستعر. وبالرغم من ادعائهما النضج الفكري فإنهما يسدّان جميع الطرق التي تؤدّي إلى أن يعيشا بسلام وطمأنينة. إن ارتكاب أحد الزوجين لخطأ ما لا يبرر للآخر إعلان " الحرب " وتحويل المنزل إلى ساحة للعمليات والقتال؛ والمطلوب من الزوجين أن يحلاّ مشاكلهما واختلافاتهما في جوّ من التسامح والمحبة والتضحية.. وهذا هو الطريق الذي يؤديّ إلى السعادة.

واجبات التربية:
لا تنحصر الواجبات الزوجية في تلك العلاقات المشتركة بينهما ومسؤوليتهما في تربية أبنائهما، بل إن هناك من الواجبات الأخرى ما يفوق ذلك حجماً. إن واجباتهما تجاه بعضهما البعض تربوياً وأخلاقيا مسألة جوهرية بالرغم من عدم وجود ما يشير إلى ذلك في عقد الزواج. إن الرجل والمرأة مسؤولان عن إصلاح أفكار وآراء وسلوك بعضهما البعض. إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الواجب على جميع المسلمين يشمل أيضاً الحياة الزوجية، بل إن الحب الحقيقي يتجسد في موقف الرجل تجاه زوجته وموقف المرأة تجاه زوجها ومحاولة كل منهما إنقاذ شريك حياته من سوء العاقبة وهدايته إلى الطريق الذي يؤدي به إلى السعادة في الآخرة. فإذن، إن الرجل هو المسؤول المباشر عن زوجته في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكذا فإن المرأة هي الأخرى مسؤولة أيضاً.

أخطاؤنا:
ليس هناك من لا يخطئ، إلا من هو معصوم، والقلة القليلة جداً من البشر التي تخلو حياتهم من الأخطاء. إن الأخطاء التي تحدث في الحياة الزوجية هي بمثابة نقاط سوداء تشوّه وتعكّر صفو الحياة المشتركة، بل وتهدد الأساس الأسري بالإنهيار. إننا، وبسبب جهلنا، وتربيتنا الخاطئة، وعدم تحملنا، وعقدنا المختلفة، نتسبب في إيذاء أزواجنا من خلال كلام جارح أو وجه عابس أو إشعارهم بالمنّ عليهم مما يعرض توازنهم النفسي إلى الخطر ويؤدي بهم إلى الشعور بالذل والمهانة.

مواقف مختلفة:
في قبال تلك الحالة هناك موقفان لا ثالث لهما وهما: المكابرة والعناد، والتي تنطلق من أنانيتنا وغرورنا لا غير. إن ارتكابنا للخطأ ثم إصرارنا عليه باعتباره موقفاً صحيحاً وأسلوباً صائباً في التعامل هو في الحقيقة نرجسية لا جدوى من ورائها سوى إيذاء أزواجنا وشعورهم بالتأسف على مصيرهم. إن هكذا موقف هو بعيد كل البعد عن الإنسانية عندما لا يرى المرء سوى نفسه فقط ولا يفكر إلا بنفسه بل لا يشعر بوجود الآخرين من حوله؛ إن حياةً تقوم على هذا المنطلق، وعلى هذه الرؤية، حيث تكون السيادة للأقوى، لا يكتب لها الاستمرار بل لا يمكن اعتبارها حياة إنسانية.. إنها أشبه ما تكون بالحيوانية.

مسألة الكرامة:
قد يفكر البعض بأن الاعتراف بالخطأ سوف يوجّه ضربة إلى كرامتهم ويحطّ من قدرهم أمام أزواجهم. غير أن العكس هو الصحيح، ذلك أن اعتراف المرء بخطئه لا يعدّ منقصة له أبداً ولن يجعله صغيراً أو حقيراً بل سوف يكبر في نظر الآخرين، وسيضيف إلى شخصيته بعداً آخر يجعله مثلاً أعلى. وإذا افترضنا أن ذلك سيحطّ من شأنه أمام زوجه ولكنه سيجعله كبيراً أمام الله سبحانه. إن عدم اعترافك بالخطأ سيعرضك إلى عذاب نفسي وروحي ينغص عليك حياتك، فما هو الضرر إذن في أن تبادر إلى إرضاء ضميرك ووجدانك، وسعيك إلى ضبط نفسك أمام زوجك ومراعاة العدل والإنصاف في تعاملك مع شريك حياتك.


بعد النظر:
ينبغي على الزوجين أن ينظرا ويفكرا في المدى البعيد إلى آفاق المستقبل، فإذا بادر أحدهما إلى الاعتذار عن خطئه فإن على الآخر أن يفتح له قلبه وذراعيه وأن لا يعتبر ذلك فرصة للتنكيل به والانتقام منه، بل ينبغي غض النظر عن أخطائه تلك. إن إقدام أحد الطرفين على الاعتذار من شريك حياته يحب أن يعتبر خطوة إيجابية تستحق التقدير لا اللوم والتنكيل. إن الحياة الزوجية لا تنهض على الانتقام؛ ما هي المصلحة التي تجنيها المرأة إذا اصبح زوجها رجلاً ضعيفاً محطّماً يتحمل أنانيتها وغرورها.

إعتذار المرأة:
كذلك نحذر الرجل فيما إذا أخطأت زوجته أن لا يلجئها إلى الاعتذار مما بدر منها من سلوك، ذلك أن للمرأة كبرياءها وكرامتها وعاطفتها التي قد تأبى لها مثل هذا الموقف. إن من المصلحة عدم الإصرار عليها، فجرح كرامتها سوف تكون له انعكاسات وخيمة على تربية الأطفال، إضافة إلى الفتور في علاقتها مع زوجها؛ ذلك أن شخصية المرأة تكمن في تلك العاطفة المخزونة، كما أن شخصية الرجل تكمن في ضبطه نفسه.

إنها زوجتك فدعها تشعر بالأمن في قربك، دعها تشعر بأنك ملجأها الوحيد الذي يحميها من تقلبات الزمن. دعها تضع رأسها المثقل بالهموم على رأسك لتشعر بالراحة وتغفو. ولو جرحت كرامتها وحطّمت كبرياءها عندها لن تكون زوجة محبّة لك ولن تكون أيضاً حضناً دافئاً لأبنائك.

تجنب الاعتراف في غير موضعه:
ربما نشاهد بعض الأزواج الذين يبادرون، ومن أجل وضع حد للنزاع والعراك، إلى الإعتراف بأخطاء لم يرتكبوها؛ وعلاوة على ذلك فإنهم يعتذرون إلى أزواجهم. ولعل لهذا الإجراء فوائد آنية معينة، ولكنه على المدى البعيد له آثاره التخريبية السيئة.

إننا نؤكد على الحفاظ على الدفء في الجو العائلي، ولكنا لا نقول أن ينذر أحد الزوجين حياته من أجل الآخر، ذلك أن كلاً منهما إنسان، وهو مسؤول أمام ربه قبل أن يكون مسؤولاً أمام زوجه، وأن عقيدتنا الإسلامية لا تسمح لنا باذلال أنفسنا إلى أي إنسان كائناً ما يكون، فالقيم الإنسانية يجب أن تكون في مأمن من التدمير، وإن تملّق الظالم، حتى على مستوى الأسرة، أمر لا يسمح به الدين ولا يتساهل فيه. نعم، هناك الإعتراف بالخطأ.. الإعتراف بالظلم.. وهو أمر لا يسمح به الإسلام فحسب بل ويحث عليه لما فيه من الشجاعة والشهامة وما فيه أيضاً من تكامل الشخصية. أما إذا انتفى الخطأ فلا معنى للاعتذار، وينبغي هنا الإصرار والسعي لإثبات البراءة.

السلوك الهادئ:
ينبغي على كلا الطرفين الالتزام بضبط النفس سواء في حالة الاعتذار أو في حالة سماع الاعتذار، ذلك أن الهيجان وعدم فسح المجال للآخر بالاعتذار سيكون سباحة في وجه التيّار مما يفوّت الفرصة على عودة الصفاء العائلي. إن السلوك الهادئ يبعث الشعور بالطمأنينة في القلب وينمّي القوى العقلية والفكرية في النفس، فالرجل يطمح أن يرى في زوجته حضن الأم الدافئ، كما أن المرأة تتمنى أن تجد لدى زوجها رعاية الأبوة وحنان الوالد.

ينبغي أن يكون سلوكك مع زوجتك عين ما تتمناه منها، وأن تكون لها ملجأ آمناً يمنحها الشعور بالطمأنينة والسلام. إنك إذا أخفقت في ذلك فقد تفكر زوجتك وبدافع غريزة الخوف إلى البحث عن ملاذ آخر مما يعقد الحياة الزوجية ويعرضها إلى أخطار كبيرة. وإن المرأة تتمنى أن تكون لزوجها ذلك الحضن الدافئ الذي يشعره بالحنان والحب فإذا أخفقت المرأة في ذلك خطر للرجل أن يفكر في البحث عن ذلك الحضن الذي افتقده لدى زوجته. وفي كل تلك المراحل، علينا أن ندعو جميعاً أن نكون أزواجاً طيبين نتحمل في سبيل أسرنا كل متاعب الحياة لينشأ أطفالنا في ظلال وارفة من الحب والمودّة والصفاء.

* الشيخ علي القائمي - بتصرّف

04-04-2012 | 07-33 د | 1965 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net