بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أن الإنسان رغم التطور الهائل الذي وصل إليه وفي شتى المجالات يبقى الأجل
والموت أكبر تحد أمامه.. إن الإنسان لم يعجز فقط عن التحكم بالأجل، بل إن معارفه
حوله بقيت ضئيلة نسبياً خصوصاً حينما أراد التعرف عليه بالوسائل العلمية المادية
والوسائط المخبرية. ومن هنا تبرز أهمية الوحي حيث يأتي ليكشف لنا بعض الخبايا
والمزايا في الأجل حتى نستطيع التعامل معه فلا نسقط ولا ينقضي أجلنا من دون ثمرة
وفائدة حقيقية..
إن كلمات القرآن والعترة الطاهرة فيها المعرفة الوافية، وفيها بيان الداء ومعه
وصفة الدواء، فلنقبل بأسماعنا وقلوبنا على كلماتهم ولنتابع ماذا ورد عنهم في مسألة
الأجل:
في بعض مزايا الأجل:
قال الإمام علي (عليه
السلام): وخلق الآجال، فأطالها وقصرها، وقدمها وأخرها، ووصل بالموت أسبابها1.
وعنه (عليه السلام): الأجل مساق النفس، والهرب منه موافاته2.
وعنه (عليه السلام): أصدق شئ الأجل3.
وعنه (عليه السلام): لا شئ أصدق من الأجل4.
وعنه (عليه السلام): أقرب شئ الأجل5.
وعنه (عليه السلام): نعم الدواء الأجل6.
وعنه (عليه السلام): نفس المرء خطاه إلى أجله7.
وعنه (عليه السلام): من راقب أجله اغتنم مهله8.
الأجل حصن حصين:
يقول تعالى: (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا)9 .
ويقول تعالى أيضاً: (يقولون لو كان لنا من الامر شئ ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم في
بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم)10.
ويقول تعالى أيضاً: (والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من
أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على
الله يسير)11.
قال الإمام علي (عليه السلام): إن مع كل إنسان ملكين يحفظانه، فإذا جاء القدر،
خليا بينه وبينه، وإن الأجل جنة حصينة12.
وعنه (عليه السلام) - لما خوف من الغيلة -: وإن علي من الله جنة حصينة، فإذا جاء
يومي انفرجت عني وأسلمتني، فحينئذ لا يطيش السهم، ولا يبرأ الكلم13.
وعنه (عليه السلام): كفى بالأجل حرزا، إنه ليس أحد من الناس إلا ومعه حفظة من الله
يحفظونه أن لا يتردى في بئر، ولا يقع عليه حائط، ولا يصيبه سبع، فإذا جاء أجله خلوا
بينه وبين أجله14.
وعنه (عليه السلام): كفى بالأجل حارسا15.
وعنه (عليه السلام): الأجل حصن حصين16.
عن سعيد بن وهب: كنا مع سعيد بن قيس بصفين ليلا، والصفان ينظر كل واحد منهما إلى
صاحبه، حتى جاء أمير المؤمنين (عليه السلام) فنزلنا على فنائه، فقال له سعيد بن قيس:
أفي هذه الساعة يا أمير المؤمنين؟! أما خفت شيئا؟! قال: وأي شئ أخاف؟! إنه ليس من
أحد إلا ومعه ملكان موكلان به أن يقع في بئر أو تضر به دابة أو يتردى من جبل حتى
يأتيه القدر، فإذا أتى القدر خلوا بينه وبينه17.
الأجل ليس مختصاً بالإنسان:
قال الإمام علي (عليه السلام): لكل شئ مدة وأجلا18.
وعنه (عليه السلام): لكل قدرا أجلا19.
وعنه (عليه السلام): جعل الله لكل شئ قدرا، ولكل قدر أجلا20 .
لكل أمة أجل:
يقول تعالى: (ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة. ولا
يستقدمون)21 .
ويقول تعالى: (وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم * ما تسبق من أمة أجلها وما
يستأخرون)22 .
إنقسام الأجل إلى الأجل المعلق والأجل المحتوم:
يقول تعالى: (هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم
تمترون)23.
قال الإمام الصادق (عليه السلام): - في تفسير الآية -: الأجل الذي غير مسمى موقوف،
يقدم منه ما شاء، ويؤخر منه ما شاء، وأما الأجل المسمى فهو الذي ينزل مما يريد أن
يكون من ليلة القدر إلى مثلها من قابل، فذلك قول الله: (إذا جاء أجلهم لا
يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)24 .
ما يدفع الأجل المعلق:
قال الإمام الصادق (عليه السلام): يعيش الناس بإحسانهم أكثر مما يعيشون
بأعمارهم، ويموتون بذنوبهم أكثر مما يموتون بآجالهم25.
قال الإمام علي (عليه السلام): بالصدقة تفسح الآجال26.
1- شرح نهج البلاغة
لابن أبي الحديد: 7 / 21 و 9 / 116.
2- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 7 / 21 و 9 / 116.
3- غرر الحكم: 2845، 10648، 2920، 9905.
4- غرر الحكم: 2845، 10648، 2920، 9905.
5- غرر الحكم: 2845، 10648، 2920، 9905.
6- غرر الحكم: 2845، 10648، 2920، 9905.
7- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 18 / 221.
8- غرر الحكم: 8443.
9- آل عمران: 145 و 154.
10- آل عمران: 145 و 154.
11- فاطر: 11.
12- البحار: 5 / 140 / 8، كنز العمال: 1562.
13- نهج البلاغة: الخطبة 62.
14- البحار: 78 / 64 / 158 و 5 / 142 / 14.
15- البحار: 78 / 64 / 158 و 5 / 142 / 14.
16- غرر الحكم: 494.
17- التوحيد: 379 / 26.
18- نهج البلاغة: الخطبة 190 و 183.
19- نهج البلاغة: الخطبة 190 و 183.
20- غرر الحكم 4778.
21- الأعراف: 34.
22- الحجر: 4، 5.
23- الأنعام: 2.
24- البحار: 5 / 139 / 86.
25- البحار: 5 / 140 / 7.
26- غرر الحكم: 4239.