الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات
إبداع العالَم وحساب الاحتمالات
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم



خذ عشرة ليرات، كلا منها على حدة، وضع عليها ارقامها مسلسلة من 1 إلى 10 ثم ضعها في جيبك وهزها هزا شديدا. ثم حاول ان تسحبها من جيبك حسب ترتيبها، من 1 إلى 10.

إن فرصة سحب الليرة رقم 1 هي بنسبة 1 إلى 10. وفرصة سحب رقم 1 ورقم 2 متتابعين، هي بنسبة 1 إلى 100، وفرصة سحب الليرات التي عليها ارقام 1و 2 و3 متتالية، هي بنسبة 1 إلى 1000. وفرصة سحب 1و 2و 3و 4 متوالية هي بنسبة 1 إلى 000ر10، هكذا، حتى تصبح فرصة سحب الليرات بترتيبها الاول، من 1 إلى 10، هي بنسبة 1 إلى 10 بلايين.

والغرض من هذا المثل البسيط، هو أن نبين لك كيف تتكاثر الاعداد بشكل هائل ضد المصادفة، ولا بد للحياة فوق ارضنا هذه من شروط جوهرية عديدة، بحيث يصبح من المحال حسابيا ان تتوافر كلها بالروابط الواجبة، بمجرد المصادفة على أي أرض في أي وقت. لذلك لابد أن يكون في الطبيعة نوع من التوجيه السديد. وإذا كان هذا صحيحاً فلابد أن يكون هناك هدف.
والغرض من هذه المقالة هو أن نبين بعض هذه التنظيمات العجيبة، وأن نعرض الهدف الذي وراء وجود الإنسان. والآن لنبحث الحقائق المدهشة:

إن بعض علماء الفلك يقولون لنا إن مصادفة مرور نجمين متقاربين لدرجة تكفى لاحداث مد خفاق هدام، هي في نطاق الملايين، وإن مصادفة التصادم هي نادرة لدرجة وراء الحسبان. ومع ذلك، تقول إحدى نظريات الفلك، إنه في وقت ما، ولنقل منذ بليوني سنة مضت، قد مر نجم بالفعل قريبا من شمسنا لدرجة كانت كافية لأن تحدث امدادا (جمع مد) مروعاً، ولأن تقذف في الفضاء تلك الكواكب السيارة التي تبدو لنا هائلة، ولكنها ضئيلة الأهمية من الوجهة الفلكية. ومن بين تلك الكتل التي اقتلعت، تلك الحزمة من الكون التي نسمها بالكرة الأرضية. إنها جسم لا أهمية له في نظر الفلك، ومع ذلك يمكن القول بأنها أهم جسم نعرفه حتى الآن.

ويجب أن نفرض أن الكرة الأرضية مكونة من بعض العناصر التي توجد في الشمس، لا في أي كوكب آخر. وهذه العناصر مقسمة على الكرة الارضية بنسب مئوية معينة قد أمكن التحقق منها لدرجة مقبولة فيما يتعلق بالسطح. وقد حولت جملة الكرة الأرضية إلى أقسام دائمة، وحدود حجمها وسرعتها في مدارها حول الشمس هي ثابتة للغاية. ودورانها على محورها قد حدد بالضبط، لدرجة أن اختلاف ثانية واحدة في مدى قرن من الزمان يمكن أن يقلب التقديرات الفلكية. ويصحب الكرة الأرضية كوكب نسمية بالقمر، وحركاته محددة، وسياق تغيراته يتكرر كل 18 سنة. ولو أن حجم الكرة الأرضية كان أكبر مما هو، أو أصغر، أو لو أن سرعتها كانت مختلفة عما هي عليه، لكانت أبعد أو أقرب من الشمس مما هي، ولكانت هذه الحالة ذات أثر هائل في الحياة من كل نوع، بما فيها حياة الإنسان، ولكان هذا الاثر يبلغ من القوة، بحيث إن الكرة الأرضية لو كانت اختلفت من هذه الناحية أو تلك، إلى أية درجة ملحوظة، لما أمكن وجود الحياة فوقها. ومن بين كل الكواكب السيّارة، نجد أن الكرة الأرضية فيما نعلم الآن، هي الكواكب الوحيد الذي كانت صلته بالشمس سبباً في جعل نوع حياتنا ممكناً.

أما عطارد فإنه – بناء على القوانين الفلكية – لا يدير إلا وجهة واحدة منه نحو الشمس، ولا يدور حول محوره إلا مرة واحدة في خلال الدورة الكاملة للشمس (سنة عطارد). وبناء على ذلك لابد أن جانبا من عطارد هو أتون صحراوي، والجانب الاخر متجمد. أما كوكب الزهرة فهو لغز من الألغاز، وقد ثبت انه لا يمكن ان يعيش فيه أي كائن حي.

والقمر أيضاً لا يمكن أن يحتوي هواء، وهو الآن غير مسكون إطلاقاً. وهو في أثناء ليله يكون بارداً للغاية، وفي أثناء نهاره الطويل يكون رمادا شديد الحرارة.

أما الكواكب السيارة الأخرى فإنها بعيدة عن الشمس إلى حد لا يسمح بوجود الحياة فوقها، وهي لصعاب أخرى لا يمكن تذليلها، لا تستطيع ان تحتمل الحياة في أي شكل من الأشكال.

والمتفق عليه الآن عموما، أن الحياة لم توجد قط، ولا يمكن ان توجد، في أي شكل معروف، على ان كوكب سيار غير الكرة الأرضية. لذلك لدينا في البداية الأولى، كوطن للمخلوقات
البشرية، كوكب سيار صغير، قد أصبح بعد سلسلة تغيرات في مدى بليوني سنة أو اكثر، مكانا صالحاً لوجود الحياة الحيوانية والنباتية التي توجت بالانسان.

وتدور الكرة الارضية حول محورها مرة في كل أربع وعشرين ساعة، أو بمعدل نحو ألف ميل في الساعة، والآن افرض أنها تدور بمعدل مائة ميل فقط في الساعة. ولم لا؟ عندئذ يكون نهارنا وليلنا أطول مما هو الآن عشر مرات، وفي هذه الحالة قد تحرق شمس الصيف الحارة نباتاتنا في كل نهار، وفي الليل قد يتجمد كل نبت في الارض.

ان الشمس، التي هي مصدر كل حياة، تبلغ درجة حرارة مسطحها 000ر12 درجة فهرنهايت، وكرتنا الأرضية بعيدة عنها إلى حد يكفي لأن تمدنا هذه (النار الهائلة) بالدفء الكافي لا بأكثر منه. وتلك المسافة ثابتة بشكل عجيب، وكان تغيرها في خلال ملايين السنين من القلة، بحيث أمكن استمرار الحياة كما عرفناها، ولو أن درجة الحرارة على الكرة الارضية قد زادت بمعدل خمسين درجة في سنة واحدة، فإن كل نبت يموت، ويموت معه الإنسان حرقا أو تجمدا.

والكرة الأرضية تدور حول الشمس بمعدل ثمانية عشر ميلا في الثانية. ولو أن معدل دورانها كان مثلا، ستة أميال أو أربعين ميلا في الثانية، فإن بعدنا عن الشمس أو قربنا منها يكون بحيث يمتنع معه نوع حياتنا.

والنجوم كما نعلم تختلف في الحجم. وأحدها يبلغ من الضخامة حداًّ لو كان شمسنا لكان محور الكرة الأرضية داخلا في سطحه لمسافة ملايين الاميال.

والنجوم كذلك تختلف في طراز إشعاعها. وكثير من أشعتها يميت كل نوع معروف من انواع الحياة. وتترواح كثافة هذا الاشعاع وحجمه بين ما هو اقل من اشعاع شمسنا وما هو أكثر منه عشرة آلاف مرة، ولو أن شمسنا أعطت نصف إشعاعها الحالى فقط، لكنا تجمدنا. ولو أنها زادتها بمقدار النصف، لأصبحنا رماداً من زمن بعيد، هذا إذا كنا قد ولدنا بوصفنا شرارة بروتوبلازمية PROTOPLASMIC (خلية) للحياة. ومن ذلك نجد ان شمسنا هي الصالحة لحياتنا من بين ملايين الشموس غير الصالحة لهذه الحياة.

ثم إن الكرة الأرضية مائلة بزاوية قدرها 23 درجة. ولهذا دواع دعت إليه: فلو أن الكرة الأرضية لم تكن مائلة لكان القطبان في حالة غسق دائم، ولصار بخار الماء المنبعث من المحيطات يتحرك شمالا وجنوبا، مكدسا في طريقه قارات من الجليد، وربما ترك صحراء بين خط الاستواء والثلج. وفي هذه الحالة كانت تنبعث انهار من الجليد، وتتدفق خلال أودية إلى قاع المحيط المغطى بالملح، لتكون بركا مؤقتة من الملح الأجاج، ولكان ثقل الكتلة الهائلة من الجليد يضغط على القطبين، فيؤدي ذلك إلى فرطحة خط الاستواء أو فورانه، أو على الأقل كان يتطلب منطقة استوائية جديدة، كما أن انخفاض المحيط يعرض مساحات استوائية جديدة، كما ان انخفاض المحيط يعرض مساحات شاسعة جديدة من الأرض، ويقلل من هطول المطر في جميع ارجاء العالم، فينجم عن ذلك عواقب مخيفة.

إننا قل أن ندرك أن الحياة كلها محصورة في الفضاء الذي بين قمم الجبال وبين حرارة داخلية الأرض. وإذا قورنت هذه الطبقة الضيقة بقطر الكرة الارضية، كانت نسبتها إليه كنسبة نصف كثافة ورقة الشجرة، والى كتاب مكون من ألف صفحة. وتاريخ جميع المخلوقات مكتوب على هذا السطح الذي هو في سمك النسيج. ولو أن الهواء اصبح سائلا لغطى الكرة الأرضية إلى عمق خمس وثلاثين قدما، أو ما يعادل جزءاً من سمائه ألف جزء من المسافة إلى مركز الكرة الارضية. وهو تنظيم بالغ الدقة!

ويبعد القمر عنا مسافة 000ر24 ميل، ويذكرنا المد الذي يحدث مرتين تذكيرا لطيفا بوجود القمر، والمد الذي يحدث بالمحيط قد يرتفع إلى ستين قدما في بعض الأماكن. بل ان قشرة الأرض تنحني مرتين نحو الخارج مسافة عدة بوصات بسبب جاذبية القمر. ويبدو لنا كل شيء منتظما لدرجة اننا لا ندرك القوة الهائلة التي ترفع مسافة المحيط كلها، وتنحني قشرة الأرض التي تبدو لنا صلبة للغاية.

والمريخ له قمر، قمر صغير، لا يبعد عنه سوى ستة آلاف من الأميال. ولو كان قمرنا يبعد عنا خمسين ألف ميل مثلا، بدلا من المسافة الشاسعة التي يبعد بها عنا فعلا، فان المد كان يبلغ من القوة بحيث إن جميع الأراضي التي تحت منسوب الماء كانت تغمر مرتين في اليوم بماء متدفق يزيح بقوته الجبال نفسها، وفي هذه الحالة ربما كانت لا توجد الآن قارة قد ارتفعت من الأعماق بالسرعة اللازمة. ولكانت الكرة الأرضية تتحطم من هذا الاضطراب، ولكان المد الذي في الهواء يحدث أعاصير كل يوم.

وإذا فرضنا أن القارات قد اكتسحت، فان معدل عمق الماء فوق الكرة الارضية كلها يكون نحو ميل ونصف ميل، وعندئذ ما كانت الحياة لتوجد إلا في اعماق المحيط السحيقة – على وجه الاحتمال – وهناك كانت تستنفذ نفسها حتى تخمد. ويبدو ان العلم يؤيد النظرية القائلة بان هذه الحالة قد وجدت فعلا في خلال الفوضى العامة قبل ان تتماسك الأرض. وطبقا لقوانين معترف بها، صارت الأمداد (جمع مد) نفسها تدفع القمر بعيداً بعيداً، وفي الوقت نفسه جعلت دوران الأرض يبطؤ، فبعد أن كان يتم في يوم مقداره يقل عن ست ساعات، صار يكمل في يوم مكون من أربع وعشرين ساعة. وهكذا اصبح القمر اللطيف مسرة العاشق وفي احسن تقويم، وهو ما يرجى منه الدوام والأمان لمدة بليون سنة قادمة أو نحو ذلك.

قال الله تعالى في كتابه الكريم: (سورة النازعات)
﴿أأنتمْ أشدُ خلقاً أمِ السماءَ بناهَا. رفعَ سمْكَها فسوّاها. وأغطشَ ليلَها وأخرجَ ضُحاها. والأرض بعدَ ذلكَ دحاهَا. أخرج منهاَ ماءَها ومرْعاهَا. والجِبْال أرْساها. متاعاً لكُمْ وَلأنْعامِكم
.(المترجم)

قال الله تعالى: (سورة يس)
﴿وآيةٌ لهمُ الأرض الْمَيتةُ أحييناها وأخرَجْنا منهاَ حبّا فمنهُ يأكلون. وَجَعلناَ فيها جنّات من نَخيل وأعنابٍ وَفجرّنا فيها منَ الْعُيونِ. ليأكُلُوا منْ ثمرهِ وما عَملتْهُ أيديهمْ أفلا يشكرونَ. سُبحانَ الذي خلقَ الأزواجَ كلّها مما تُنبتُ الأرض ومن أنْفُسهم ومما لا يعْلَمون. وآية لهمُ الليلُ نسْلَخُ منهُ النّهار فإذا همْ مظلِمونَ، والشّمسُ تجري لمُستقرٍ لها ذلكَ تقديرُ العزيزِ الْعليم. والْقمرَ قدّرناهُ منازِلَ حتّى عادَ كالعُرجون القديمِ. لا الشّمسُ ينْبغي لها أن تُدركَ القَمرَ ولا اللّيلُ سابقُ النّهارِ وكلٌ في فلكِ يَسْبحون
.(المترجم)


* كتاب: العلم يدعو للإيمان – كرسي موريسون_بتصرف

10-11-2011 | 07-28 د | 1807 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net