الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب-السنة العشرون العدد 1048-16 شعبان 1434 هـ-25 حزيران 2013 م
إليه يصعد الكلم الطيب
حقوق الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف علينا وأدب العلاقة بالمنتظر عجل الله فرجه الشريف

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

محاور الموضوع
مقدمة: العلاقة بالإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف علاقة حية
حقوق الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف على المؤمنين
من آداب العلاقة بالإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الهدف
التأكيد على مراعاة ومعرفة حقوق إمام زماننا وحقه علينا وأدب العلاقة معه

تصدير الموضوع
اللهّمّ عجّل فرجه وسهّل مخرجه، وانصرنا به نصراً عزيزاً.

مقدمة: العلاقة بالإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف علاقة حية
إنّ الارتباط بأئمة أهل البيت عليهم السلام وإن كان له بُعدٌ عاطفي حيث أن الله أمر بمودتهم ومحبتهم، ولكن لا شك أنّه تعالى لم يرد لهذه العلاقة أن تكون محدودة بهذا اللون من الارتباط، بل نستطيع أن ندعي أن العلاقة لها أبعاد عاطفية، ولها أبعاد فكرية وعقلية، ولها أبعاد سلوكية، ولها أبعاد اجتماعية.

وبما أن إمام زماننا هو الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف فإن الارتباط به والعلاقة معه ليست مجرد علاقة وارتباط بفكرة عقائدية غيبية، بل هي علاقة مع موجود حيّ له جسد وروح، ويعيش بين الناس، ويمارس المتاح له من دوره كإمام، يسدد ويوجه ويرعى أبناء الأمة، ولولا ألطافه التي قد لا تبدو لنا أو فقل لا نشعر بها أو أنها منه عجل الله فرجه الشريف لغرقنا في الشدائد والمتاعب واستأصلَنَا الأعداء وأبادونا؛ وهذا الوارد في كتابه عجل الله فرجه الشريف إلى الشيخ المفيد ومن ورائه سائر المؤمنين حيث جاء فيه: "... إنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء (أي الشدائد) واصطلمكم الأعداء..."1.

ومن الأدوار التي يمارسها اطلاعه الدائم على أوضاعنا وأعمالنا التي روي أنها تعرض عليه عجل الله فرجه الشريف كل أسبوع مرة أو مرتين.

حقوق الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف على المؤمنين:
إنّ لكل إمام حقوقاً على الناس عامة وعلى المؤمنين والموالين خاصة، ولكن للإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف إضافة إلى الحقوق العامة للإمام على شيعته له حقوق خاصة لخصوصيته عجل الله فرجه الشريف فهو يشترك مع غيره من الأئمة في كونهم أولياء النعم كما جاء في الزيارة الجامعة فله كآبائه حق المنعم على المتنعم، ومنها حقّ الإمام على رعيته كما في الكافي عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام (الباقر): ما حق الإمام على الناس؟ قال عليه السلام: "حقه عليهم أن يسمعوا ويطيعوا"2.

وله أيضاً من حقوق آبائه عليهم السلام حق القرابة من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو المعبّر عنه في لسان القرآن الكريم "المودة في القربى".

بل جعلت الروايات حق الإمام على الإمام حق الوالد على وُلدِه، فقد جعلت الرواية الواردة عن الإمام الرضا عليه السلام والداً حيث قالت: "الإمام الأنيس الرفيق، والوالد الشفيق".

وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عن حق الإمام علي عليه السلام: "حق عليٍّ على المسلمين حق الوالد على ولده"3.

وخلاصة القول إن من أعظم حقوق الله تعالى تعظيمه، ومنها تعظيم أوليائه، إما كحقٍّ مستقل له تعالى أو لأنّ في تعظيمهم تعظيماً له تعالى، هذا من جهة عامة وأما غيرها من الحقوق فسنورد ما يلي:

1 ـ القيام عند ذكره ووضع اليد على الرأس:

فقد روي أن الإمام الرضا عليه السلام كان يستمع إلى قصيدة دعبل الخزاعي ولما وصل إلى البيت الذي يقول:
خروج إمام لا محالة خارج
يقوم على اسم الله والبركات

قام الإمام الرضا عليه السلام على قدميه وأطرق رأسه الشريف إلى الأرض ثم وضع يده اليمنى على رأسه وقال: "اللهّمّ عجّل فرجه وسهّل مخرجه، وانصرنا به نصراً عزيزاً"4.

2 ـ مبايعته بل تجديد بيعته كل يوم:

وهذا ما جاء في دعاء العهد "اللهم إني أجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيامي عهداً وعقداً وبيعة له في عنقي لا أحول عنها ولا أزول أبداً"5.

3 ـ الثبات والدعاء بالثبات:

وقد ورد في الفقرة السابقة من دعاء العهد "لا أحول عنها ولا أزول أبداً" وذلك لأهمية هذا الثبات على ولايته والإستعداد لنصرته ولما يحصل من الفتن والمُضّلات التي قد تؤدي إلى تزلزل القلوب والأقدام، وقد جاء في الرواية أن زرارة بن أعين سأل الإمام الصادق عليه السلام عن زمان الغيبة حيث قال: "جعلت فداك إن أدركتُ ذلك الزمان أي شيء أعمل" قال عليه السلام: يا زرارة إذا أدركت هذا الزمان فادع بهذا الدعاء: "اللّهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيّك، اللّهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجّتك، اللهم عرفني حجتك فإنك أن لم تعرفني حجتك ضُللتُ عن ديني"6.

وهذا فيه إشارة إلى الثبات العقائدي، وهناك أمور أخرى يحتاج الإنسان إلى الثبات في وجهها وهي الشبهات والفتن فعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى ولا ينجو منها إلا من دعاء بدعاء الغريق، قلت: كيف دعاء الغريق، قال عليه السلام: يقول: "يا الله يا رحمان يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"7.

4 ـ تقوى الله:
 فإن تقوى الله مما يُنجي من الفتن والبلاء، ويشكل إعانة له عجل الله فرجه الشريف على مساعدة المؤمنين فعن كتاب الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف إلى الشيخ المفيد جاء:"فاتقوا الله جلّ جلاله، وظاهرونا على إنتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم، يهلك فيها من حمَّ أجله، ويُحمى عنها من أدرك أمله"8.

5 ـ السعي لكسب المؤهلات لنصرته:
حيث جاء عن العلاء بن سيابة عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال: "من مات على هذا الأمر منتظراً كان كمن هو في الفسطاط الذي للقائم عليه السلام "9.

حيث إن معنى الانتظار الإيجابي متضمن للعمل على كسب المؤهلات واللياقات الأخلاقية والنفسية وكذلك الكفاءات والمهارات العملية ليكون جاهراً لنصرته.

وهذا ما يوضحه هذا الجزء من رواية أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام: "... من سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر، وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه. فجدّوا وانتظروا، هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة"10.

من آداب العلاقة بالإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف:

هناك الكثير من الآداب الواردة في الكتب المختصة ووصايا العلماء نذكر بعضاً منها كما يلي:

1 ـ الدعاء له وخصوصاً بتعجيل الفرج:

فمن الدعاء له ورد عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام: "اللهم أعذه من شر كل طاغ وباغ، ومن شر جميع خلقك واحفظه من بين يديه ومن خلفه.."11. ومنها الدعاء المعروف وهو: "اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً..."12.
وما ورد في حقه من دعاء الافتتاح...

2 ـ الصلاة عليه عجل الله فرجه الشريف:

فقد ورد استحباب الصلاة عليه كما في دعاء الافتتاح "وصلّ على ولي أمرك..." وكذلك عن أبيه الحسن العسكري عليه السلام: "اللهم صلّ على وليك وابن أوليائك وليّ الأمر المنتظر الحجة بن الحسن عليه السلام، اللّهم صلّ على وليّك وابن أوليائك الذين فرضت طاعتهم...".

3 ـ زيارته عليه السلام:
لا سيما زيارة آل ياسين التي من فوائدها تربية الشعور بحضوره وفاعلية حضوره.

4 ـ التصدق عنه عجل الله فرجه الشريف:
حيث ورد في دعاء التصدق حين السفر: "اللّهم إن هذه لك ومنك وهي صدقة عن مولانا محمد عليه السلام، وصل عليه بين أسفاره وحركاته وسكناته في ساعات ليله ونهاره"13.

خاتمة: هناك آداب أخرى كالتوسل والاستغاثة به والبكاء على غيبته، والتشوق لرؤيته وخدمته، ولعل مما يصح لفت الإنتباه إليه هو أنه بما أن الإمام يطلع على أعمالنا أسبوعياً فيسره ما حسن من أفعالنا ويسؤوه ما قبح منها، فإن من الآداب هو أن نسعى لادخال السرور إلى قلبه الشريف بدل الأسى والحزن بما يزيده ألماً إلى ألم غربته ووحدته.
والحمد لله رب العالمين


1- تهذيب الأحكام، الشيخ الطوسي، ج1، ص38.
2- الكافي، الشيخ الكليني، ج1، ص405.
3- ينابيع المودة لذوي القربى، القندوزي الحنفي، ج1، ص369.
4- الذريعة، آقا بزرك الطهراني، ج23، ص247.
5- مستدرك الوسائل، ميرزا حسين النوري الطبرسي، ج5، ص74.
6- الكافي، الشيخ الكليني، ج1، ص337.
7- كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق، ص352.
8- تهذيب الأحكام، الشيخ الطوسي، ج1، ص38.
9- الغيبة، ابن أبي زينب النعماني، ص206.
10- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج52، ص140.
11- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج91، ص78.
12- م.ن، ج53، ص172.
13- النجم الثاقب، ميرزا حسين النوري الطبرسي، ج2، ص472.

04-07-2013 | 11-43 د | 3011 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net