الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب-السنة العشرون العدد 1062-24 ذو القعدة 1434 هـ-1تشرين الأول 2013 م
العدل بين الأولاد

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع
مقدمة
توطئة
التعامل مع الأولاد بعدل ضمن مراحل
المرحلة الأولى
المرحلة الثانية
تبصرة
المرحلة الثالثة

الهدف
بيان مخاطر التفاضل بين الأولاد، ووجوب العدل بينهم.

تصدير الموضوع:
الرسول الأكرم صلى الله عليه واله "اعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البرّ اللطف".

توطئة:
الانسان مفطور على حبّ البقاء وبه يدفع عن نفسه الموت بأثمن ممتلكاته ومتعلقاته، وبما أن الموتَ أمرٌ حتمي وهو مخلوق كالحياة ولا يمكنه التخلّص منه فيسلك سبيلاً آخر للخلود من خلال ذريته المتعاقبة، ولأجل ذلك يطلب الوالدان الولد طلباً حثيثاً وينفقان الكثير الكثير في سبيل الإنجاب، وقد اصطُلح عليه في الروايات بميراث الله من عبده المؤمن ومن هنا يحكي لنا القرآن عن ألسنة بعض الأنبياء والصالحين طلبهم من الله سبحانه وتعالى ان يهب لهم الذرية وهنا يشترك عموم الناس بأصل الطلب إلا انهم يفترقون عن الأنبياء  بأن الأنبياء والصالحين يقرنون طلبهم بصفات الطيبة والصلاح، كما جاء في سورة آل عمران حيث قال ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء 1، وكذلك في قوله تعالى: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ2، وفي بيان التنزيل لابن شهر آشوب عن علي عليه السلام قال: "ماسألت ربي اولاداً نُضر الوجه، ولا سألته ولداً حَسَن القامة ولكن سألت ربي أولاداً مطيعين لله وَجلين منه حتى اذا نظرت اليه وهو مطيع لله قرّت عيني" 3 وكذلك قال رسول الله صلى الله عليه واله: "ميراث الله عزوجل من عبده المؤمن ولدٌ يعبده من بعده ثم تلا آية ذكريا: ﴿فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا *  يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ4 "5.

نعم مطلب جميع الآباء والأمهات ان يشكّل الولد قرة العين لهما كما جاء به التنزيل ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ6.

التعامل مع الاولادبعدل، ضمن المراحل التالية:
المرحلة الاولى: من حين استيبانه جنس الجنين اوالولد بل ربما قبل ذلك، فان كانا كارهين لمجيء الانثى ومحبّين للذكر أدّى ذلك الى رجحان كفة على اخرى على المستوى العاطفي والقلبي مما يؤدي الى عدم التساوي في التعاطي العملي بعد الولادة، وبذلك يكونان قد فقدا العدل ولو بنسبة ضئيلة.

ومن الضروري ان نعالج هذه المشكلة منذ البداية، والطريقة الأفضل لتحقق العدالة بين الذكر والأنثى داخل الأسرة يتمّ بقلع التمايز على اساس الجنس من أعماق النفس، وهنا عندما يصحح الزوجان نظرتهما الى المولود المرتقب وبدلاً من أن يكون التمايز على أساس الجنس الى التمايز على اساس الطِيبة والصلاح وقرة العين فيصلان الى النتيجة المرضيّة وهي التعامل بعدالة، ولتصحيح الرؤية منذ البداية نعتمد على مدرسة أهل البيت عليه السلام. كان رسول الله صلى الله عليه واله اذا بشّر بجارية قال: "ريحانة ورزقها على الله تعالى"7.. وكذلك روى الكليني "بأن الله تبارك وتعالى على الإناث أرأف منه على الذكور، ومامن رجل يدخل فرحة على امراة بينه وبينها حرمة الا فرحه الله تعالى يوم القيامة"8 وعن الامام الصادق عليه السلام: "البنات حسنات والبنون نِعَم، والحسنات يُثاب عليها والنعم مسؤول عنها"9.

ومن مصادر العامة عن النبي صلى الله عليه واله: "من كانت له ابنة فأدّبها وأحسن أدبها وعلّمها فأحسن تعليمها فأوسع عليها من نِعَم الله التي أسبغ عليه، كانت له منعة وستراً من النار"10.

المرحلة الثانية: العدالة والمساواة بين الأولاد عملياً وفعلياً، إذ التفريق بين الأولاد داخل الأسرة ينطوي على مخاطر وتهديدات لا تُحمد عقباها، وربما يؤدي إلى ان يخرَّ سقف الأسرة لفقدان قواعدها التي تقوم عليها، فمن جهة سوف يتحول الأولاد الذين يفقدون العدالة الى عاقين لوالديهم، ومن جهة اخرى سيحقدون على بقية إخوتهم، والذي يتحكم بمشاعرهم هو الحسد والبغض، وتعظم هذه الحالة اذا كان التمايز بين أفراد الجنس الواحد كما لو فضّل الأبوان احدى البنات على اخواتها، أو أحد الأولاد على إخوته.

وهنا لابدّ ان يتحلّى الوالدان بالمزيد من الحكمة والوعي وعليهما ان يدركا جيداً فكما انهما يحبان ان يعدل ابناؤهما معهما فعليهما أن يعدلا بينهم والى ذلك أشار النبي صلى الله عليه واله بقوله: "اعدلوا بين اولادكم كما تحبون ان يعدلوا بينكم في البر واللطف"11. وفي كنز العمال زيادة، اعدلوا بين اولادكم في النِحل.

أ- و في بعض الاحيان فانّ الأبوين لا يفرقان بين ابنائهم ابداً، ولكن بعض الأولاد او احدهم لديه شعور بالتمايز بينه وبين اخوته، فيجب على الوالدين المبادرة الى معالجة هذه الحالة لانها تحمل بذوراً ليست جيدة، واهمالها من قبلهما ستؤدي الى نتائج يصعب معالجتها، ولا يصح منهما ان يكتفيا بالقول بعدم التمايز لديهما بين الاولاد بل عليهما ان يحصدا من صدر ابنهما الشعور المذكور حتى ولو كان منشأه التوهم لديه.

تبصرة:
ربما يحصل تفاضل وتمايز بين الأولاد من قبل الوالدين ولكن نتيجة لفعل وليس ابتداءً، كتفضيل الولد الصالح على غيره او البارّ بوالديه على العاقّ، هنا التفاضل منطقياً ولا يضادّ العدل بل ربما يقال عدم التفاضل ولو القلبي مخالف للعدل ولكن اذا أراد اصلاحه والحفاظ على المودّة بينهم عليه ان لا يظهر مفاضلته بينهم كما روى مسعدة بن صدقة قال: قال: جعفر بن محمد قال والديّ: "والله اني لاصانع بعض ولدي واجلسه على فخذي، واكثر له المحبة، واكثر الشكر، وان الحق لغيره من ولدي ولكن محافظة عليه منه ومن عيره لئلا يصنعوا ما فعل بيوسف واخوته..."12.

ب-ان يكون التعاطي والتعامل بعدل ومساواة بين الاولاد في كل شيء في النظرة والقبلة، فالطفل لا يقف عند حدود القبلة وانما يثير في نفسه الوهم والشك بخلفية التمايز من قبل الوالد او الوالدة واليه أشار الرسول الأعظم صلى الله عليه واله بقوله: "ان الله يحب ان تعدلوا بين اولادكم حتى القبل"13 وكذلك روى عنه صلى الله عليه واله (انه ابصر رجلا له ولدان فقبل احدهما وترك الآخرفقال صلى الله عليه واله: "فهلّا واسيت بينهما ؟!"14.

عن النعمان بن بشير قال: اعطاني ابي عطية فقالت أمي عمرة بنت رواحة: لا ارضى حتى تشهد النبي صلى الله عليه واله فأتى النبي صلى الله عليه واله فقال اني أَعطيت ابني من عمرة عطية فامرتني ان أشهدك، فقال: "أُعطيت كل ولدك مثل هذا"؟ قال: لا، قال: "فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم، لا اشهد على جور"15.

ج- اذا كان لا بدّ من التفاضل فليقدّم الأنثى على الذكر كأن يبتدئها بالعطية قبل الذكر وليصافحها وليقبلها قبل الذكر وهنا التفاضل في التقدم والتأخر فقط، واما انه يقبل الانثى دون الذكر او يفضّلها بالعطية ويمنع الذكر فهذا يخالف العدالة.

المرحلة الثالثة: ما بعد وفاة أحد الوالدين كما يفعل بعض الآباء حيث يتفاجأ الأبناء بعد فتح الوصية بان أحد الأبوين فضلّ بعضهم على البعض الآخر وهذا لا يقلّ خطورة عن المفاضلة في مرحلة حياتهما، لانه سيؤدي بالتالي الى الحقد على الوالدين المتوفّين مضافاً الى زرع الحسد والشقاق والتنازع الكبير على التركة، ولذلك اعتبر الشرع ان الحيف في الوصية من الكبائر ويدلّ عليه ما رُوي عن امير المؤمنين عليه السلام: "من اوصى ولم يحف ولم يضار ّ كان كمن تصدق به في حياته"16. فالمفهوم من القول ان الحيف في الوصية ضارّ.

والحمد لله رب العالمين


 1 -آل عمران 38
2 - الصافات 100
3 -بحار الانوار:ج104-ص98
4 - مريم 5-6
5 - بحار الانوار: ج104-ص101
6 - الفرقان 74
7 - بحار: ج104 –ص98
8 - فروع: ج6-ص6
9 - بحار: ج78- ص 206
10 - كنز العمال ج45-ص 391
11 - بحار: ج104-ص93
12 - تفسير العياشي: ج2-ص166
13 - كنز العمال: ج35 -45
14 -بحار: ج74-ص84-وتفسير نور الثقلين ص99
15 - كنز العمال: خ45957
16 - وسائل الشيعة: ج13-ص356.

12-10-2013 | 10-32 د | 3276 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net