المناسبة: يوم القدس العالمي.
التاريخ: آخر جمعة من شهر رمضان المبارك.
تصديرالموضوع:
قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ1﴾.
المدخل
لأنّ شهر رمضان هو أفضل الشهور، والعشر الأواخر منه هي أفضل الأيام، ويوم الجمعة له بركاته الخاّصة أعلن الإمام الخميني هذا اليوم يوماً عالمياً للقدس، ليؤكّد أنّ قضيّة فلسطين قضيّة عباديّة ـ سياسيّة تنطلق من قيم الإسلام المحمديّ الأصيل الذي يدعو الى مقارعة الظلم والطغاة، بل إنّ هذه القضيّة اليوم من أوجب الواجبات التي ينبغي العمل لها، وأكثر القضايا أجراً وثواباً وقرباً بين يدي الله تعالى.
وإحياء هذا اليوم إنّما يكون بإبراز الغضب من أعمال وسياسات هذا الكيان والتنديد بها والقيام بالمسيرات الإحتجاجيّة وتعريف الناس بجرائم هذا العدو، ونشر الكتب والصور والإصدارات التي تبيّن فظاعة ما يقوم به هذا العدو الغاصب، وقد أكّد الإمام الخميني على ذلك قائلاً: من واجب العلماء والخطباء أن يذكّّروا الناس في المساجد والأوساط الدينيّة بجرائم اسرائيل.
محاور الموضوع:
ثوابت الصراع مع الكيان الإسرائيليّ الغاصب
ومن المناسب في هذه المناسبة التذكير بالثوابت الأساسيّة التي لا يجوز الحياد عنها:
1ـ التذكير باغتصاب فلسطين وأنّها حقّ للفلسطينيين، والتأكيد على أنّ هذه القضيّة ليست خاصّة بالفلسطينيين، بل قضيّة ينبغي على كلّ المسلمين والعرب التحرّك للعمل على استرجاع الأرض والمقدّسات،
ولا يجوز لأيّ شخص أو دولة أو جهة مهما علا شأنها التفريط بهذا الحقّ الذي هو ملك للمسلمين والعرب كافّة.
2ـ عدم جدوائية المساعي الدبلوماسيّة في الوصول الى حلّ، فإنّ هذه المساعي وعلى فترة العشرات السنين لم تزيد الشعب الفلسطيني سوى المزيد من التشرّد والضياع والإبتعاد عن قضيّته، فلا جدوى فعليّة لهذا المسعى سيّما وأنّنا نرى هذا الكيان الصهيونيّ يرفض الإستجابة للعديد من القرارات الدولية ويضرب بها عرض الحائط.
3ـ التأكيد على خيار المقاومة: وهو المبدأ الأهمّ الذي ينبغي التركيز عليه في إحياء يوم القدس العالميّ، وأدلّ دليل تجربة المقاومة في لبنان التي استطاعت أن تسجّل النصر على العدو الصهيونيّ، هذه التجربة التي يجب تعميمها وتوعية الناس عليها وإدخالها في ثقافة كافّة الشعوب العربيّة والإسلاميّة.
4ـ عدوانيّة هذا العدوان وسياسته التوسعيّة: فهو كيان قائم على الإجرام وارتكاب المجازر بحقّ الشعب الفلسطيني واللبناني، وسلسلة المجازر الطويلة بدءاً من مجزرة دير ياسين وقانا 96 وقانا 2006 وصولاً الى مجازر غزة 2008، وهو كيان لا يرضى بدولة فلسطين بل له أطماعه التي تصل إلى إسرائيل الكبرى الممتدّة من النيل إلى الفرات كما يصرّح زعماء وقادة هذا الكيان، وربّما تتعدّى إسرائيل الكبرى.
5ـ خطر الكيان الصهيونيّ على الأديان والمقدّسات: فهذا الكيان كيان عنصريّ يؤمن بأفضليّة عنصره على كافّة الشعوب مهما كانت أديانها ومقدّساتها، وأن لا قيمة إلاّ لمصالحه التي دونها تسقط كلّ المحرّمات والمقدّسات، وهو لا يتورع عن الإستهانة بالأنبياء والكتب المقدّسة والمساجد ورجال الدّين والأماكن المقدّسة إذا تعارض ذلك مع بعض مصالحه.
*زاد المبلغ في شهر الله، نشر جمعية المعارف الاسلامي الثقافية، ط1، 2009م-1430هـ، ص169-172.