التاريخ: 10 ذو الحجة
العيد في النظرة الإسلامية ليس عادة أو تقليداً أجوف لا غاية وراءه بل هو يوم من أيام الله العظيمة التي جعلت ليبرهن الإنسان على سمو إنسانيته في مجال القيم، والأخلاق، والآداب والعلاقات الاجتماعية والإنسانية..
ولذلك فهناك عدة مستحبات وردت في مناسبات الأعياد تؤكد صفتها العبادية إنسانياً واجتماعياً وبالأخص في يوم الأضحى وليلته منها:
1- إحياؤها بالعبادة
عن الإمام الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال: "كان علي عليه السلام يعجبه أن يفرغ نفسه أربع ليال من السنة: أول ليلة من رجب وليلة النحر وليلة الفطر وليلة النصف من شعبان"1.
2- زيارة الإمام الحسين عليه السلام
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "من زار الحسين بن عليL ليلة من ثلاث غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال: قلت: وأي الليالي؟ فذكر: ليلة الأضحى"2.
3- الأضحية
وهي من المستحبات المؤكدة - كما أورد صاحب مفاتيح الجنان - التي يستحب أن يكون إفطاره بلحمها وليقسم لحمها ثلاثة أثلاث، يتصدق بثلث على الجيران وبثلث على السائل (الفقراء) وثلث لأهل بيته ويتصدق بجلدها ويعطي أجرة الذابح من غير الأضحية، فانظر إلى هذا التقسيم للأضحية الذي تظهر فيه الجهة الاجتماعية واضحة بينة من خلال العناية بذوي الفقر والجيران.
4- الغسل وصلاة العيد.
5- التزاور وصلة الرحم
"عن رسول الله عليه السلام: حدثني جبرئيل عليه السلام أن الله عز وجل أهبط إلى الأرض ملكا، فأقبل ذلك الملك يمشي حتى وقع إلى باب عليه رجل يستأذن على رب الدار، فقال له الملك، ما حاجتك إلى رب هذه الدار؟ قال: أخ لي مسلم زرته في الله تبارك وتعالى، قال له الملك، ما جاء بك إلا ذاك ؟ فقال: ما جاء بي إلا ذاك، فقال: إني رسول الله إليك وهو يقرئك السلام ويقول: وجبت لك الجنة وقال الملك: إن الله عز وجل يقول: أيما مسلم زار مسلماً فليس إياه زار، إياي زار وثوابه عليَّ الجنة"3.
وعن الإمام الباقر عليه السلام: "إن العبد المسلم إذا خرج من بيته زائراً أخاه لله لا لغيره، التماس وجه الله، ورغبة فيما عنده، وكّل الله عزّ وجلّ به سبعين ألف ملَك ينادونه من خلفه إلى أن يرجع إلى منزله: ألا طبت وطابت لك الجنّة"4.
والله تعالى يعتبر الذين يصلون أرحامهم ويحسنون إليهم ويواسونهم بمالهم إذا احتاجوا ولا يهجرونهم لحقد أو غيظ أو عداوةمن الذين يخشون ربهم ويتقونه ويخافون سوء الحساب فيعدهم بحسن العاقبة.
وفي المقابل فإن قطيعة الأرحام من الذنوب التي تعجّل الفناء والهلاك وتكون بها نهاية المجتمع.
عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته: "أعوذ بالله من الذنوب التي تعجل الفناء، فقام إليه عبد الله بن الكواء اليشكري فقال: يا أمير المؤمنين أو تكون ذنوب تعجل الفناء ؟ فقال: نعم ويلك قطيعة الرحم، إن أهل البيت ليجتمعون ويتواسون و هم فجرة فيرزقهم الله وإن أهل البيت ليتفرقون ويقطع بعضهم بعضا فيحرمهم الله وهم أتقياء"5.
وهذا أحد المعاني التي نستفيدها من العيد وهو ما ينبغي أن نعتمده كأسلوب من أساليب إحيائنا لأيامه المباركة.
* زاد المناسبات -المركز الإسلامي للتبليغ، ط1: كانون الثاني 2009م - 1430هـ، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ص: 236-239.
2- الشيخ الطوسي-مصباح المتهجد – مكتبة اهل البيت عليهم السلام- ص 716
3- الشيخ الكليني - الكافي -ج 2-مكتبة اهل البيت عليهم السلام - ص 176
4- الشيخ الكليني - الكافي -ج 2-مكتبة اهل البيت عليهم السلام - ص 175
5- الشيخ الكليني - الكافي -ج 2-مكتبة اهل البيت عليهم السلام - ص 347