نسبه
وكنيته أبو الحسن، ولقبه قطب الدين، وهو من ذرية عبد الله بن مسعود1.وقد ورد ذلك في كتابه مروج الذهب والتنبيه والاشراف يذكر به اهمية العراق وبغداد كونها مسقط رأسة بينما ورد في الفهرس لابن النديم أنه من أهالي المغرب2.عالم فلك وجغرافيا.ولد ببغداد وتعلم بها,وكان كثير الأسفار وقد زار بلاد فارس والهند وسيلان وأصقاع بحر قزوين والسودان وجنوب شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام والروم، وانتهي به المطاف إلى فسطاط مصر3، وتوفي بالفسطاط.
ودلائل تشيع المسعودي كثيرة في كتابه المذكور، ولذا قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان: وكتبه طافحة بأنه كان شيعياً معتزلياً4. وجزم الذهبي في السير بأنه كان معتزليا. وقد أولى الأحداث المتعلقة بعلي بن أبي طالب - في كتابه مروج الذهب اهتماماً كبيراً أكثر من اهتمامه بحياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الكتاب المذكور5، وركز اهتمامه بالبيت العلوي وتتبع أخبارهم بشكل واضح في كتابه مروج الذهب6.
وقال إسماعيل باشا البغدادي في كتابه هدية العارفين:المسعودي:علي بن الحسين بن علي الهذلي البغدادي أبو الحسن المسعودي المؤرخ نزيل مصر الأديب كان يتشيع توفي بمصر سنة 346 له من الكتب إثبات الوصية.انتهى.
وقد نسبه إلى التشيع كثير من رجال الشيعة أصحاب المؤلفات المعتد بها في مذهب الشيعة.
أما النصف الأوَّل من القرن الرابع الهجري والنصف الأوَّل من القرن العاشر الميلادي فيمثِّله أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي (ت 346هـ / 957م)، فقد كان ملمًّا بكثير من العلوم والثقافات، وقد اشتهر أكثر ما اشتهر في علم الجغرافيا،
عصره
كما تناول في كتابه "التنبيه والإشراف" كثيرًا من الجوانب في الجغرافيا البشرية، وذكر أحوال العمران، وهو العلم الذي أسَّسه ورتب قواعده ابن خلدون (ت 808هـ / 1406م).
وبصفة عامَّة فقد أبدع المسلمون في رسم الخرائط والمصوَّرات الجغرافية، وعرفوا كُرويَّة الأرض، وقاسوا أبعادها بدقَّة، خصوصًا أيام المأمون، وحدَّدوا خطوط الطول ودوائر العرض، مُتَّخذِين جزر البليار مبدأ خطوط الطول، وقد ظهرت أبحاث حديثة تقول:إنهم وصلوا عبر بحر الظلمات (الأطلسي) إلى أمريكا قبل كولومبوس بمدة 300 أو 400 سنة.
وقد نشرت صحف البرازيل في سنة 1952م تصريحًا للدكتور جغرز أستاذ العلوم الأثرية الاجتماعية في جامعة "ويتواترستراند" في جمهورية أفريقيا الجنوبية، جاء فيه:
إن كتب التاريخ تُخطئ عندما تنسب اكتشاف أمريكا إلى كريستوف كولومبس؛ ذلك لأن العرب في الواقع هم الذين اكتشفوها قبله بمئات السنين.
مؤلفاته
للمسعودى كتب شهيرة أخرى منها
"مروج الذهب"ويُعَدُّ كتابه "مروج الذهب ومعادن الجوهر" من أفضل المصنفات العربية الجغرافية التي تناول فيها الكثير من فروع علم الجيولوجيا في ثنايا المعلومات الجغرافية؛ فقد تناول فيه استدارة الأرض وإحاطتها بغلاف جوي، وطبيعة العواصف التي تهُبُّ على الخليج العربي والمناطق المحيطة به، ووصف الأرض والبحار، ومبادئ الأنهار والجبال، ومساحة الأرض، ووصف الزلازل التي حدثت سنة (334هـ/ 945م)، وتحدَّث عن كُرويَّة البحار، وأورد الشواهد على ذلك، ودرس ظاهرة المدِّ والجزر وعَلاقة القمر بذلك، وتحدَّث عن دورة الماء في الطبيعة وتراكم الأملاح في البحر ووصف البراكين الكبريتية في قمم بعض الجبال، كما أورد العلامات التي يُستدَلُّ بها على وجود الماء في باطن الأرض.
وصف المسعودى الزلزال في كتابه:"مروج الذهب" ووصف فيه البحر الميت,والطواحين الريح الأولي وربما كانت هذه الطواحين من مبتكرات الشعوب الإسلامية وقد عد العالم كرامز ما كتبه المسعودى في كتابه هذا، عن الكائنات الحية أصلا لنظرية التطور.وقد أشار المسعودى في هذا الكتاب إلى الانحراف الوراثي في الحمضيات، أثناء عملية النقل لها من السند إلى مصر، وسجل هذا الانحراف علي أصناف من الليمون.ويعتبر من أهم الرحالة بل هو رائد الرحلة عند العرب وقدم معلومات انثروبولوجية قيمة عن شعوب المناطق التي زارها فذكر اجناسهم وصفاتهم الجسمية وعاداتهم وتقاليدهم والحرف والمأكل والملبس والمؤى لكل شعب من الشعوب اما في كتابه التننبيه والاشراف فقد سبق علماء الغرب بذكره اثر البيئة والمناخ على الإنسان وهو كا أغلب الجغرافين العرب تاثر بفترة الأقاليم السبعة متاثراً باليونانين والفرس.
"الملوك وأهل الديارات" وهو مختصر لكتاب له مفقود باسم "أخبار زمان" وهو موسوعة علمية جغرافية تاريخية وقد ترجم الكتاب إلى اللغات الفرنسية والإنجليزية والفارسية. ويذكر المتاخريين من الجغرافيينن انهم شاههدو أخبار الزمان باكثر من ثلاثين جزء ولكنه فقد ولم يعثر الا على جززء واحد منه وربمما يكون هذا الجزء منسوب للمسسعودي لان ممنهجه يخختلف عن مشهد المسعودي(كتاب عجائب وغرائب).أو ان المسعودي وزع مادة هذا الكتاب في ثنايا كتبه الأخرى.
التنبيه والأشراف" وهو في مواضيع متعددة، فقد تحدث فيه الأفلاك وهيئتها والنجوم والعناصر وتركيبها وأقسام الأزمنة وفصول السنة ومنازلها والرياح ومهابها والأرض وشكلها ومعرفة السنين القمرية والشمسية وبعض المواضع التاريخية وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغة الفرنسية.)
له من الكتب العلمية الخالصة كتاب "سر الحياة" في أسرار الطبيعة والحواس والمبادئ والتركيب وهو عن ذخائر العلوم فيما كان في سالف الدهور وله بعض المؤلفات في التاريخ وعلم الأخلاق والأنساب.
1-الفهرست لابن النديم، ص (171)، سير أعلام النبلاء
2-الفهرست، ص (117)
3-معجم الأدباء، (13/ 91)
4-لسان الميزان (4/225)، أثر التشيع، ص (246)
5-أثر التشيع على الروايات التاريخية في القرن الأول الهجري (1417 - 1996). د. عبد العزيز محمد نور ولي. دار الخضيري:المدينة المنورة. ص (248)
6-المصدر نفسه، ص (248)