الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
خطبة عيد الأضحى: إبراهيم العصر عوائل الشهداءمراقباتالمعنى الحقيقيّ لانتظار الفرجكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع وزير الداخليّة ومحافظي المحافظاتعليٌّ (عليه السلام) إمامُ الكلِّ في الكلّ

العدد 1671 08 ذو الحجة 1446 هـ - الموافق 04 حزيران 2025م

دلالات الحجّ في تهذيب النفس وبناء الأمّة

موجِباتُ القُربمراقباتفَاقْوَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِمراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
عليٌّ (عليه السلام) إمامُ الكلِّ في الكلّ
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

عنْ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله)، مشيراً إلى عليٍّ (عليه السلام): «هَذَا خَيْرُ أَهْلِي، وَأَقْرَبُ اَلْخَلْقِ مِنِّي، لَحْمُهُ مِنْ لَحْمِي، وَدَمُهُ مِنْ دَمِي، وَرُوحُهُ مِنْ رُوحِي، وَهُوَ اَلْوَزِيرُ مِنِّي فِي حَيَاتِي، وَاَلْخَلِيفَةُ بَعْدَ وَفَاتِي، كَمَا كَانَ هَارُونُ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي»[1].

لقدْ عملَ النبيُّ (صلّى الله عليه وآله) جاهِداً طيلةَ حياتِهِ لتثبيتِ ولايةِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ (عليه السلام) في نفوسِ الناسِ، ويُشيرُ الحديثُ إلى مكانتِهِ ومنزلتِهِ في قلبِ النبيِّ (صلّى الله عليه وآله)، وهيَ منزلةُ الآيةِ المباركةِ: ﴿وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ﴾[2].

وقدْ كانَتْ ولايتُهُ (صلواتُ اللهِ عليه) تَسطعُ في كلِّ زمانٍ، وينقلُ لنا التاريخُ عنْ أحدِ أهمِّ علماءِ اللغةِ والشعرِ، الخليلِ بنِ أحمدَ الفراهيديّ، أنَّهُ لمّا قيلَ لهُ: ما الدليلُ على أنَّ عليّاً (عليه السلام) إمامُ الكلِّ في الكلِّ؟ قالَ: «احتياجُ الكلِّ إليهِ، واستغناؤُهُ عنِ الكلِّ»[3].

يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (دامَ ظلُّه) مبيِّناً خصائصَ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «لقدِ التأمَتْ في شخصيّةِ وحياةِ وشهادةِ هذا الرجلِ الفذِّ ثلاثةُ عناصرَ، تبدو غيرَ منسجمةٍ تماماً معَ بعضِها بعضاً في الظاهرِ؛ وتلكَ العناصرُ الثلاثةُ هيَ: القوّةُ، والمظلوميّةُ، والانتصارُ.

فقوّتُهُ تكمُنُ في إرادتِهِ الصلبةِ، وعزمِهِ الراسخِ، وفي تسييرِ دفّةِ الشؤونِ العسكريّةِ في أعقدِ المواقفِ، وفي هدايةِ العقولِ نحوَ أسمى المفاهيمِ الإسلاميّةِ والإنسانيّةِ، وتربيةِ وإعدادِ شخصيّاتٍ كبرى، منْ قبيلِ مالكِ الأشتر، وعمّار، وابنِ عبّاس، ومحمّدِ بنِ أبي بكر، وغيرِهِم، وشقِّ مسارٍ مميَّزٍ في تاريخِ الإنسانيّةِ.

ويتمثّلُ مظهرُ قوّتِهِ في اقتدارِهِ المنطقيّ، واقتدارِهِ في ميادينِ الفكرِ والسياسةِ، وفي اقتدارِ حكومتِهِ، وشدّةِ ساعدِهِ. ليسَ ثمّةَ ضعفٌ في شخصيّةِ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام) في أيِّ جانبٍ منْ جوانبِها.

ويُعَدُّ في الوقتِ ذاتِهِ منْ أبرزِ الشخصيّاتِ المظلومةِ في التاريخِ؛ فقدْ كانَتْ مظلوميّتُهُ في جوانبِ حياتِهِ كلِّها، إذْ ظُلِمَ في أيّامِ شبابِهِ، فقدْ تعرّضَ للظلمِ آنذاكَ بعدَ وفاةِ الرسولِ (صلّى الله عليه وآله)، وظُلِمَ في سنواتِ كهولتِهِ، وفي عهدِ خلافتِهِ، واستُشهِدَ مظلوماً، وظلَّ بعدَ استشهادِهِ يُسَبُّ على المنابرِ على مدى سنواتٍ طوال، وتُنسَبُ إليهِ شتّى الأكاذيبِ.
أمَّا العنصرُ الثالثُ الذي طبعَ حياةَ الإمامِ عليٍّ (عليه السلام)، فهوَ النصرُ؛ إذْ تغلّبَ في حياتِهِ على جميعِ التجاربِ العصيبةِ التي فُرِضَتْ عليهِ، ولمْ تستطِعْ جميعُ الجبهاتِ التي فتحَها أعداؤهُ ضِدَّهُ أنْ تنالَ منْهُ، وإنّما هُزِمَتْ كلُّها أمامَهُ.

ومنْ بعدِ استشهادِهِ، أخذَتْ حقيقتُهُ الناصعةُ تتجلّى وتتكشَّفُ يوماً بعدَ آخر، أكثرَ ممّا كانَتْ عليهِ في أيّامِ حياتِهِ. ففي عالمِ اليوم، ليسَ العالمُ الإسلاميُّ وحدَهُ، بلِ العالمُ كلُّهُ، ثمّةَ أناسٌ كثيرونَ لا يؤمنونَ حتّى بالإسلامِ، إلَّا أنَّهم يؤمنونَ بعليِّ بنِ أبي طالبٍ (عليه السلام) كشخصيّةٍ تاريخيّةٍ لامعةٍ. وهذا هوَ جلاءُ ذلكَ الجوهرِ الوهّاجِ، وكأنَّ اللهَ يُكافِئُهُ على ما لَحِقَ به منْ ظُلمٍ»[4].

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين


[1] الشيخ الصدوق، التوحيد، ص311.
[2] سورة آل عمران، الآية 61.
[3] الشيخ عباس القمّيّ، سفينة البحار، ج‏2، ص721.
[4] الإمام الخامنئيّ، إنسان بعمر 250 سنة، ص121 - 123.

04-06-2025 | 09-55 د | 42 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net