الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
شهادة الإمام علي الرضا عليه السلام
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم

شهادة الإمام علي الرضا عليه السلام-( 29/ صفر /السنة 203هـ )

إنّ من يقرأ سيرة الإمام الرضا عليه السلام يلفت نظره قصة ولاية العهد التي أسندت إليه من قبل المأمون، وقد ابتلي الإمام ابتلاءاً شديداً في فرض ولاية العهد عليه من قبله، فقد ضيّق عليه المأمون غاية التضييق، بحيث سئم الإمام الحياة، وراح يدعو اللّه تعالى أن ينقله إلى دار الخلود قائلاً: "اللهم إن كان فرجي مما أنا فيه بالموت فعجّل لي الساعة..." 1 ، وما اكتفى المأمون بالتضييق على الإمام عليه السلام ، بل كان يترصّد الفرصة المناسبة ليقضي عليه كما قضى من قبل على وزيره فضل بن سهل لمّا أحسّ بالخطر منه على خلافته، ولذا لم يتمكن من إضمار ما في نفسه من حقد على الإمام عليه السلام وأخذ يغتنم الفرص ليتخلص من الإمام عليه السلام ، ولو اقتضى ذلك أن يقتله بيده الغادرة، وقد فعل ذلك حيث ذكر معظم المؤرخون والرواة أن المأمون هو الذي دسّ السّم في العنب أو الرّمان إلى الإمام في قرية يقال لها: سناباد من قرى طوس، في آخر صفر سنة 203هـ 2 ، وأخفى المأمون موت الإمام عليه السلام يوماً وليلة، وبعد ذلك شُيّع جثمان الإمام تشييعاً حافلاً لم تشهد مثله خراسان في جميع أدوار تاريخها، وجيء بالجثمان الطاهر فحفر له قبر بالقرب من قبر هارون الرشيد 3 ، وواراه المأمون فيه، ويقال إنّه أقام عند قبره الشريف ثلاثة أيام، في محاولة منه لرفع التهم عنه في قضية قتل الإمام وإظهار إخلاصه وحبه له.

سبب دفن الإمام إلى جانب قبـر هارون العباسي

قد يسأل سائل عن السبب في دفن الإمام بقرب هارون مع ما هو معروف عن هارون من حقده على العلويين من أهل البيت عليه السلام ، وقد سئل المأمون عن ذلك فأجاب: ليغفر الله لهارون بجواره للإمام الرضا عليه السلام ، وقد فنّد ذلك شاعر أهل البيت عليه السلام دعبل الخزاعي بقوله:
 

أربع بطوس على قبر الزّكيّ بها
قبران في طوس خير الناس كلهم
ما ينفع الرجس من قرب الزكيّ

إن كنت تربع من دين على وطر
و قبر شرهم، هذا من العبر
ولا على الزكي بقرب الرجس من ضرر


قيل:فضرب المأمون بعمامته الأرض وقال: "صدقت واللّه يا دعبل".
وحيث وصل الحديث بنا إلى دعبل الخزاعي، فالجدير بنا أن نذكر علاقته مع الإمام عليه السلام ، ثم نذكر مقتطفات من قصيدته التائية المعروفة التي نظمها في مدح ورثاء أهل البيت عليه السلام ، والإمام الرضا عليه السلام .

الإمام الرضا عليه السلام والشاعر دعبل الخزاعي

كان الإمام الرضا عليه السلام يشجّع الشعراء الرساليين المحبين لأهل البيت عليه السلام على نظم الشعر من أجل نشر فضائل أهل البيت عليه السلام ودورهم العلمي والقيادي في الأمة، وتبيان مظلوميتهم على مرّ التاريخ، لأنَّ الشعر كان خير وسيلة إعلامية في ذلك العصر، لسرعة انتشاره وسهولة حفظه وإنشائه.

ومن أولئك الشعراء الرساليين الذين نذروا حياتهم وشعرهم لخدمة أهل البيت عليه السلام ، دعبل الخزاعي الذي كان لأشعاره أكبر الأثر في نشر فضائل أهل البيت عليه السلام ، ولا سيما قصيدته التائية التي صارت لقوة سبكها وسلاسة أسلوبها تتلى على كل لسان عبر التاريخ ولهذه القضية قصة نوردها بالتفصيل:

دخل دعبل على الإمام الرضا عليه السلام بمرو - بعد البيعة بولاية الإمام - فقال له: يا ابن رسول اللّه إني أنشدتُ فيكم قصيدة وآليت على نفسي ألا أنشدها أحداً قبلك، فقال له الإمام عليه السلام :هاتها يا دعبل.

فأنشده إياها وفيها استعراض للوقائع التي مرت على أهل البيت من حين وفاة النبي ص مروراً بأحداث السقيفة، وموقف المسلمين من الخلافة، وما جرى على أهل البيت خلال العهدين الأموي والعباسي، والخصائص التي حباهم اللّه بها، ثم ختم القصيدة بخروج الإمام العادل الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وقد تأثّر الإمام بهذه القصيدة وأخذ يبكي ويقول: صدقت يا دعبل.

ولما فرغ دعبل من إنشاد القصيدة التائية المعروفة، قام الإمام الرضا عليه السلام وأنفذ إليه صرّة فيها مئة دينار 4 ، وقيل عشرة آلاف درهم من الدّراهم التي ضربت باسمه، فردّها دعبل وقال: واللّه ما لهذا جئت، وإنما جئت للسلام عليك والتبرك بالنظر إلى وجهك الميمون وإني لفي غنى، فإن رأى أن يعطينى شيئاً من ثيابه للتبرك فهو أحب إليّ، فأعطاه الإمام عليه السلام جبة خزّ وردّ عليه الصرة 5 ، وانصرف دعبل.

وينبغي هنا أن نذكر على سبيل الاختصار مقتطفات من تلك القصيدة التائية الرائعة تبركاً وتوسلاً بأهل البيت، وبالإمام الرضا عليه السلام

فأجريتُ دمع العين بالعبرات
ومنزل وحي مقفر العرصات7
وحمزة والسجّاد ذي الثّفنات8
وللصوم والتطهير والحسنات
وقد مات عطشاناً بشطّ فرات
وأجريت دمع العين في الوجنات
نجوم سماوات بأرض فلاة
وأخرى بفخ9  نالها صلواتِ
و قبر بباخمرى10 لدى الغربات
معرّسهم فيها بشط فرات
توفيت فيهم قبل حين وفاتي
تضمّنها الرحمن في الغرفات11

ذكرتُ محلّ الرَّبع6 من عرفات
مدارس آيات خلت من تلاوة
ديار علي والحسين وجعفر
منازل كانت للصّلاة وللتقى
أفاطم لو خلت الحسين مجدّلاً
إذاً للطمت الخدّ فاطم عنده
أفاطم قومي يا ابنة الخير واندبي
قبور بكوفان وأخرى بطيبة
وقبر بأرض الجوزجان محلّه
قبور بجنب النهر من أرض كربلاء
توفوا عطاشى بالعراء فليتني
وقبر ببغداد لنفس زكية

ولما وصل دعبل إلى هذا البيت من القصيدة، قال له الإمام الرضا عليه السلام :أفلا أُلحق لك بيتين بهذا الموضع، بهما تمام قصيدتك؟ فقال: بلى يا ابن رسول اللّه.


فقال الرضا عليه السلام

ألحّت على الأحشاء بالزّفرات 13
يفرّج عنّا الغمّ والكربات

وقبـر بطوس 12 يا لها من مصيبة    
إلى الحشر حتى يبعث اللّه قائماً

فقال دعبل:هذا القبر الذي بطوس قبر من؟

قال الرضا عليه السلام :"هو قبـري، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي وزوّاري، ألا فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له" 14 .


1-عيون أخبار الرضا2-241.
2-اختلفت الأخبار في تعيين يوم شهادة الإمام الرضا ولكن المشهور والمعمول هو التاسع والعشرون من شهر صفر وهو المعمول به في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبعض الدول العربية.
3-خرج هارون الرشيد العباسي من بغداد متجهاً إلى خراسان لمقاتلة العلويين وفي طوس مرض ثم توفي ودفن في قرية سناباد في دار حميد بن قحطبة الطائي..
4-الفصول المهمة: 249.
5-نفس المصدر: 250.
6-الربع: المكان الذي يتوقف به ويطمأن.
7-العرصات: الساحات.
8-الثفنات: ما تقرن من الجلد، علامات في الجبهة من كثرة السجود.
9-فخ: موقع بمكة وقعت فيه حادثة فخ.
10- باخمرى: مكان بين الكوفة وواسط في العراق فيه قبر القاسم أخو الإمام الرضا.
11-الغرفات: غرف الجنة.
12-قد جاء في الحديث الشريف أن بين جبلي طوس لقبضة من تراب الجنة، وفيها قبر الإمام الرضا.
13-الزّفرات: تتابع الأنفاس من شدة الغم والحزن.
14-عيون أخبار الرضا 2: 295، ط ايران، منشورات الشريف الرضي.

01-02-2011 | 05-30 د | 10832 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net