الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات
ولادة السيدة سكينة بنت الحسين عليهما السلام
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم

ولادة السيدة سكينة بنت الحسين عليهما السلام _21 / رجب

شخصية السيدة سكينة عليها السلام:

اسمها - على المشهور - أميمة، وقيل: آمنة، ولقّبت بسكينة1، أبوها الإمام أبو عبد الله الحسين عليه السلام سبط رسول الله، وسيد شباب أهل الجنة، والإمام إن قام وإن قعد، وأمها - بالاتفاق - الرباب بنت امرئ القيس بن عدي القضاعية2، المرأة الوفية للحسين، والتي لم تبق بعد واقعة الطف إلا عاماً - على الأغلب - ثم ماتت حزناً وكمداً على زوجها وإمامها، وقد هبّ لخطبتها أجلاء العرب وشيوخهم، فكانت تقول لبني هاشم:
والله لا أبتغي صهراً بصهركم      حتى أوسد بين الرمل والطين3

وكانت في ذلك العام الذي عاشته بعد الحسين باكية حزينة، حتى أنها اقتلعت سقف بيتها وبقيت تحت حرارة الشمس، ولما كانت تسألها زينب عليها السلام عن فعلها هذا، تقول: كيف أستظل بظل وبعيني رأيت جسد الحسين تصهره رمضاء كربلاء4.

ترعرعت سكينة عليها السلام في حجر هذه الأم، وتغذّت من فكر الحسين، وارتشفت من أخلاقه وعلمه وقداسته، حتى أن الحسين عليه السلام كان شغفاً بها وبأمها، لما وجده فيهما من الإخلاص والإيمان والفضيلة، وقد قال فيهما، - على ما رواه البعض:
لعمري إنني أحب دار      تكون بها سكـينة والرباب
أحبهما وأبذل جلّ مالي      وليس لعاتب عندي عتاب
5

وكان هذا الحب قد أوجد روابط الإيمان والتعلّق بالله تعالى في نفس سكينة، حتى بلغت من التقوى والانقطاع مبلغاً جعلت الحسين عليه السلام يعرض عن زواجها لمّا خُطبت، لأنها لا تصلح إلا للانقطاع والتبتل، حيث قال عليه السلام: "أما سكينة فغلب عليها الاستغراق مع الله فلا تصلح للرجال"6، وقيل تزوّجها مصعب بن الزبير وذكر لها صاحب كتاب الأغاني أزواجاً أخر7.

وقد ذكر جميع المؤرخين أنها عليها السلام كانت قد خرجت مع أبيها الحسين إلى كربلاء ورأت بأم عينها مقتل أبيها وأعمامها وإخوتها، وكانت صابرة محتسبة، كما أنها آخر من ودعت الحسين عليه السلام في حملته الأخيرة والتي نادى فيها: "يا سكينة يا فاطمة يا زينب (يا أم كلثوم) عليكنّ مني السلام"، فنادته سكينة: يا أبه استسلمت للموت؟ فقال: "كيف لا يستسلم للموت من لا ناصر له ولا معين"، فقالت: يا أبه ردّنا إلى حرم جدنا، فقال عليه السلام: "هيهات لو ترك القطا لنام, فأقبلت سكينة وهي صارخة، وكان يحبها حباً شديداً، فضمّها إلى صدره ومسح دموعها، وقال:
سيطول بعدي ياسكينة فاعلمي      منك البـكاء إذا الحمام دهاني
لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة      ما دام مني الـروح في جثماني
فإذا قتلت فأنت أولى بالذي      تأتينه يا خيـرة النّسوان
8

وبعد مقتل الحسين عليه السلام تحمّلت مرارة السبي من أرض الطف إلى الكوفة، ومنها إلى الشام، ولشدة ما كانت عليه من الصون والحجاب، لما دخلوا الشام قالت لسهل بن سعد الساعدي (صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ): قل لصاحب هذا الرأس - أي حامل رأس الحسين - أن يقدم الرأس أمامنا حتى ينشغل الناس بالنظر إليه، ولا ينظروا إلى حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 9.

رجعت مع الإمام زين العابدين ونساء العترة إلى المدينة، وبقيت فيها عابدة زاهدة، كان قد غمرها الحزن على أبيها وأهلها حتى أدركتها الوفاة، في يوم الخميس (5 ربيع الأول سنة 117هـ)، ودفنت في المدينة10.


1- أعيان الشيعة 3: 491، نقله عن الكثير من المؤرخين، والأغاني لأبي الفجر الأصفهاني 14: 166.
2- نفس المهموم: 528.
3- الأغاني 14: 160، نقله عنه في نفس المهموم: 528.
4- الكامل في التاريخ، لابن الأثير 4: 88.
5- مقاتل الطالبيين: 90.
6- إسعاف الراغبين (بهامش نور الأبصار): 21.
7- راجع أعيان الشيعة 3: 492 وكتاب الأغاني 16: 99.
8- منتخب الطريحي: 316، ونفس المهموم: 346.
9- بحار الأنوار 10: 223.
10-
أعيان الشيعة 3: 492، ونفس المهموم: 530.

 

22-06-2011 | 03-44 د | 2036 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net