الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

زاد المناسبات

المناسبة: شهادة الإمام الباقر عليه السلام_ 7 ذو الحجة
الموضوع: الإمام الباقر علهي السلام الزعامة العلمية والجهادية

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

التاريخ: 7 ذو الحجة سنة 114 هـ

إن مساحة العمر الجهادي للإمام الباقر عليه السلام كانت غنية بالمواقف الحاسمة والأعمال التي أسست للسياسة المبدئية الناهضة لأهل البيت عليهم السلام بعد نهضة كربلاء وفي مواجهة السلطة الجائرة سواء كانت أموية أم عباسية.

الإمام في كربلاء
عاش الإمام الباقر عليه السلام مع جده الحسين عليه السلام حوالي أربع سنوات، وقد جمع بين وعيه الخاص الذي هو وعي الإمامة، لواقعة الطف وشهادة الآل والأصحاب، وبين الحضور المباشر في الواقعة، وهذا يعني أيضاً أنه قد واكب مراحل تسلط الأمويين السفيانيين ثم المروانيين بعد معاوية بن أبي سفيان على الأمة الإسلامية وشؤونها.

لقد كان الإمام عليه السلام يدرك أن المواجهة طويلة وقلقة في مقابل السلطة الأموية ولتثبيت أقدام الولاية لأهل البيت عليهم السلام في الأمة، لأن الأمر لا يتعلق بسلطة بقدر ما يتعلق بنهج وأصالة في الهوية الدينية والمستقبل.

بنو مروان بين البطش والخلاعة
ولتوضيح صورة العصر الذي عاشه الإمام عليه السلام نشير إلى أن مدة إمامته المباركة دامت حوالي 18 سنة، عاصر خلالها خمسة من ملوك بني مروان الذين انتقلت إليهم السلطة بعد إنهيار البيت السفياني، وكلا البيتين من أمية، وهم على التوالي بإيجاز:

الوليد بن عبد الملك بن مروان (ت – 96هـ) الذي عرف بالطغيان والإستبداد.
سليمان بن عبد الملك بن مروان (ت 99هـ)الذي كان يرتع في الشهوات.
عمر بن عبد العزيز بن مروان (ت- 101هـ) الذي عرف بسياسته الزكية في قبال حماقات آبائه اتجاه أهل البيت عليهم السلام وعموم الأمة وحرمات الدين حتى اختلف في أمره المؤرخون بين قادح ومادح.
يزيد بن عبد الملك بن مروان (ت- 105هـ) وكان خليعاً ماجناً يهتك حرمات الدين.
هشام بن عبد الملك بن مروان (ت- 124هـ) وقد عرف بالظلم الشديد وكانت شهادة الإمام الباقر عليه السلام في عهده سنة 114هـ.

واقع الأمة

تتألف الأمة بشكل أساسي من شريحتين هما:

العلماء وعامة الناس، ونقصد بالعلماء كل من يدعي علماً ومعرفة يجعله متقدماً على غيره وفي مقام المسؤولية أكثر، وإذا كانت تلك حال الحكام فما هي حال هؤلاء؟
إن الوضع العام في الأمة لم يكن مريحاً على الاطلاق، فموجات الشك والحيرة كانت تأخذ الناس يمنة ويسرة وسياسة التجهيل المتعمدة التي اتبعتها السلطة الأموية أفقدت الكثيرين الإتزان.
والناس تحتاج الى إعداد وتربية طويلة الأمد لتنتقل الى طور القدرة على النهوض وإزالة الجور والفساد وإقامة العدل.
وأما العلماء فكثير منهم في خدمة السلطان ويرتزق من عطاياه ويشتهر بدعاياته ومناصبه أما المخلصون لدينهم الناطقون بالحق فكانوا فئة مضطهدة وملاحقة ومحاصرة يمنع السلطان الناس عنها خوفاً من أثرها.

المواجهة الشاملة
أمام هذا الواقع المرير لم يكن يجدي الجهد الذي يبذل في اتجاه واحد، أو فتح معركة هنا وأخرى هناك، بل وجد الإمام عليه السلام في حسابات الواقع والأهداف المأمولة أن المطلوب هو خوض مواجهة شاملة على الصعد السياسية والثقافية والإجتماعية والتربوية والروحية وغيرها...بل ولم يكن الإمام يستبعد المواجهة العسكرية والأمنية إذا توفرت شروطها المناسبة.

دور الإعلام والدعاية
وهناك حقيقة ثابتة في كل التجارب أن الناس تتأثر بقوة الدعاية والإعلام الموجّه وهو ما كانت تسعى السلطة الأموية لإستغلاله تقوية لمواقعها وإضعافاً لخصومها، وكان الإمام عليه السلام يدرك ذلك أيضاً ويسعى لجعله قوة لمشروع النهوض المشروط بالوعي والإحساس بضرورة التغيير, ولم يغفل هذا العامل حتى لما بعد شهادته، فقد أوصى كما ينقل عنه ولده الإمام الصادق عليه السلام حيث قال: "قال لي أبي: يا جعفر أوقف لي من مالي كذا وكذا النوادب تندبني عشر سنين بمنى أيام منى"1، ولهذا الأمر دلالاته الهامة لا يسع المجال لتوضيحها، لكنه في الحد الأدنى يعلن ظلامة له في عنق بني أمية يسمعها للمسلمين أيام الحج وفي المنزل الذي ينزل فيه كل الحجيج وهو وادي منى.

خوف الطاغوت
ولم يكن مستهجناً للمتتِّبع أن يجد السلطة الأموية طائفة مذعورة أمام الحضور القوي للإمام الباقر عليه السلام وعلمه الغزير وحجته القاطعة وجرأته الموجعة وسعيه الدؤوب لاستنهاض المسلمين وتشجيعهم على الإصلاح ومواجهة الظلم والفساد.

وأكثر ما أثار خوفهم حديث الإمام عليه السلام من انقطاع ملك بني أمية وزواله الحتمي والأكيد وانتشار ذلك بين الناس.

ولذلك كان هناك سعي دائم من الإمام عليه السلام للإتصال بالناس، وخوف كبير لدى السلطة من ذلك ومحاولتها عزل الإمام عن الأمة حتى في حالات السفر والترحال. فحينما خرج من الشام عائداً إلى المدينة واجه الإمام عليه السلام حصاراً رسمياً بإعلان القطيعة معه من الناس.

عجز السلطة
إن كل بطش السلطان لم يكن ليخيف الإمام عليه السلام أو يثنيه عن المواجهة حتى لو كانت في عقر داره، لا لإظهار قوة الحق وشجاعة أهله فقط بل ليظن أيضاً عجز الباطل مهما كان قوياً أمام عيون الأمة، وقد استدعاه هشام بن عبد الملك إلى الشام وأوعز إلى من حوله أن يوبخوا الإمام بمجرد دخوله، ودخل الإمام غير عابئ بهم وسلم دون تخصيص وجلس بلا استئذان مما أغضب هشاماً فراح يوبخه وهو ساكت إلى أن انتهوا، فنهض قائماً وقال عليه السلام: "أيها الناس أين تذهبون وأين يراد بكم؟ بنا هدى الله أولكم وبنا يختم آخركم، فإن يكن لكم ملك معجل فإن لنا ملكاً مؤجلاً، وليس بعد ملكنا ملك لأنا أهل العاقبة يقول الله عزَّ وجلَّ  ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ2، فأمر هشام به الى الحبس.

وقد آلى الأمر أن يتخلص الأمويون من الإمام بدس السم إليه ليرحل إلى الله تعالى مكلَّلاً بالشهادة.
* زاد المناسبات - المركز الإسلامي للتبليغ، ط1: كانون الثاني 2009م - 1430هـ، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ص: 224-230.


1- العلامة المجلسي – بحار الانوار – ج 46 – مكتبة أهل البيت عليهم السلام – ص 220
2- الشيخ الكليني – الكافي – ج 1 – مكتبة أهل البيت عليهم السلام– ص 471


 

13-03-2010 | 14-59 د | 4552 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net