التاريخ: 15 رمضان سنة 3 هـ
مع اكتمال بدر شهر رمضان المبارك في بيت أذن الله أن يرفع ويذكر فيه اسمه ولد الإمام الحسن عليه السلام فنزل الوحي يناجي جدّه الأمين ناقلاً عن رب العالمين: "سمّه حسنا"1
علاقته مع الله تعالى
تحدّث الإمام زين العابدين عليه السلام - فيما روي عنه - عن بعض المزايا العباديّة للإمام المجتبى عليه السلام، فمما ورد: "كان إذا توضأ ارتعدت مفاصله واصفرّ لونه، فقيل له في ذلك، فقال: حقّ على كلّ مَن وقف بين يدي ربّ العالمين أن يصفرّ لونه وترتعد مفاصله"2 وأكمل الإمام السجّاد عليه السلام حديثه حول تفاعل السبط المجتبى عليه السلام مع القرآن الكريم بقوله: "وكان عليه السلام لا يقرأ من كتاب الله عزّ وجلّ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ﴾ إلاّ قال: "لبيك أللهمّ لبيك"3.
وروى الشيخ الصدوق رحمه الله عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "قال أبي عن أبيه، كان الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام أعبد الناس في زمانه، وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حجّ ماشياً وربما مشى حافياً، وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر البعث بكى، وإذا ذكر الممرّ على الصراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه، وكان إذا ذكر الجنّة والنار اضطرب اضطراب السليم (مَن لذعته الحيّة أو العقرب) وسأل الله الجنّة وتعوّذ به من النار"4
خُلُقه مع الناس
وعُرف الإمام الحسن عليه السلام بإهتمامه بأمور الناس ومساعدتهم حتى ورد أنّه عليه السلام قاسم الله تعالى ماله ثلاث مرّات وخرج من ماله لله تعالى مرّتين.
كما عُرف عليه السلام بحلمه الكبير الذي كان كفيلاً بتغيير بعض مَن عاداه، كما فيقصّة ذلك الشامي الذي رأى الإمام المجتبى عليه السلام راكباً فجعل يلعنه والإمام الحسن عليه السلام لا يردّ، فلما فرغ أقبل الإمام عليه السلام فسلّم عليه وضحك وقال عليه السلام له: "أيّها الشيخ أظنك غريباً، ولعلّك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك.فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لأنّ لنا موضعاً رحباً، وجاهاً عريضاً، ومالاً كثير"، فلمّا سمع الرجل كلامه بكى، ثمّ قال: "أشهد أنّك خليفة الله في أرضه، والله أعلم حيث يضع رسالته، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ"5.
حبّ الناس للإمام عليه السلام
لما مرّ وغيره تعلّقت قلوب الناس بالإمام الزكي عليه السلام الذي كان - كما وصفه واصل بن عطاء – "عليه سيماء الأنبياء وبهاء الملوك"6، وكما وصفه غيره: لم يكن أحد أشبه برسول الله منه خَلقاً وخُلقاً ومن مظاهر حبّ الناس للإمام الحسن عليه السلام ما ذكره محمد بن اسحاق: أنّه كان يبسط له على باب داره، فإذا خرج وجلس انقطع الطريق فما مرّ أحد من خلق الله إجلالاً له... وقد رأيته في طريق مكة ماشياً فما من خلق الله رآه إلا نزل ومشى..."7.
هكذا أحبّه الناس بقلوبهم لكن حبّ الكثير منهم لم يُتَرْجم إلى ولاء عمليّ وقت الاستحقاق ليكونوا ممتثلين لقول الله تعالى: ﴿إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ﴾8.
* زاد المناسبات - المركز الإسلامي للتبليغ، ط1: كانون الثاني 2009م - 1430هـ، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ص: 166-169.
2- العلامة المجلسي – بحار الانوار- ج 43 – مكتبة اهل البيت عليهم السلام- ص 339
3- الشيخ الصدوق – الآمالي – مكتبة اهل البيت عليهم السلام – ص 244
4- الشخ الصدوق – الآمالي – مكتبة اهل البيت عليهم السلام – ص 244
5- العلامة المجلسي – بحار الانوار- ج 43 – مكتبة اهل البيت عليهم السلام- ص 344
6- العلامة المجلسي – بحار الانوار- ج 43 – مكتبة اهل البيت عليهم السلام- ص 338
7- العلامة المجلسي – بحار الانوار- ج 43 – مكتبة اهل البيت عليهم السلام- ص 388
8- آل عمران: 31.