التاريخ: آخر أسبوع من شهر شعبان
فضّل الله بقاعاً في الأرض فنسبها إليه بيوتاً واعتبر زائرها زائراً له، فأوجب له الكرامة ألا وهي المساجد، ففي الحديث القدسي: "إن بيوتي في الأرض المساجد فطوبى لعبد تطهّر في بيته، ثم زارني في بيتي، ألا إن على المزور كرامة الزائر"1.
صور الضيافة الإلهية
1- وتبتدئ كرامة الله لزائريه في بيته من أول المسير إليه، فعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من مشى إلى مسجد من مساجد الله، فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله عشر حسنات ويمحي عنه عشر سيئات ويرفع له عشر درجات"2.
2- وتستمر الضيافة الربانيّة في نفس الجلوس في المسجد، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يخبر أبا ذر (رضوان الله عليه) قائلاً: "إن الله يعطيك ما دمت جالساً في المسجد بكل نفس تتنفس فيه درجة في الجنة وتصلي عليك الملائكة.."3.
3- وتعظم هذه الضيافة الإلهية بالصلاة في المسجد ليكون مكان الصلاة شاهد خير يوم القيامة، فعن الإمام الصادق عليه السلام: "صلوا من المساجد في بقاع مختلفة فإن كل بقعة تشهد للمصلي عليها يوم القيامة"4.
دور المسجد
والثواب العظيم الذي عرضنا بعضه ليس إلا للدور الكبير للمساجد في حياة الإنسان والمجتمع فالمسجد:
1- بيت القرآن: فعن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما نصبت المساجد للقرآن"5.
2- بيت الصلاة والدعاء: فعن الإمام الصادق عليه السلام: "عليكم بإتيان المساجد فإنها بيوت الله في الأرض..فأكثروا فيها من الصلاة والدعاء"6.
3- بيت العلم: فعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من راح إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيراً أو ليعلّمه فله أجر حاج تام الحجة"7.
4- بيت الأخوة:فعن الإمام الصادق عليه السلام: "لا يرجع صاحب المسجد بأقل من أحد ثلاث (منها)...أخ يستفيده في الله.."8.
5- بيت الوعي السياسي: فمن المسجد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبث الوعي في نفوس المسلمين، وعن هذا قال إمام الأمة الراحل قدس سره: "المسجد هو مركز الاجتماعات السياسية".
6- بيت الدفاع عن المسلمين: فمنه كان ينطلق المسلمون بقيادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم للدفاع عن الإسلام وفي هذا قال إمام الأمة الراحل قدس سره: "المسجد أحد خنادق الدفاع عن الإسلام،والمحراب محلٌّ للحرب".
فالمسجد منطلق المجاهدين المدافعين عن الإسلام الموطئين لدولة صاحب العصر والزمان| وكم من الشهداء الأبرار تخرجوا من المساجد بعد أن عمروها بقلوبهم فأعمرت قلوبهم.
من هنا شدّد الإمام الخميني قدس سره على أهمية المساجد فكان يقول: "إن حفظ المساجد من الأمور التي يعتمد عليها وجود الإسلام اليوم". وكان قدس سره يقول: "لا تهجروا المساجد فإن ذلك هو تكليفكم".
ومن بركات توجيهات إمام الأمة الراحل قدس سره كان إعلان آخر جمعة من شهر شعبان أسبوعاً للمسجد، يؤكد فيها الملتزمون بالإسلام المحمدي الأصيل المتمثل بنهج الإمام الخميني إهتمامهم بالمسجد حضوراً فيه وتفعيلاً لدوره ليبقى مركزاً لتربية الإنسان وخندقاً للدفاع عن الإسلام.
* زاد المناسبات - المركز الإسلامي للتبليغ، ط1: كانون الثاني 2009م - 1430هـ، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ص: 150-153.
2- العلامة المجلسي – بحار الانوار – ج 80 – مكتبة اهل البيت عليهم السلام – ص 368
3- العلامة المجلسي – بحار الانوار – ج 80 – مكتبة اهل البيت عليهم السلام – ص 370
4- العاملي – الحر – وسائل الشيعة (آل البيت)- ج 5 – مكتبة اهل البيت عليهم السلام – ص 188
5- العلامة المجلسي – بحار الانوار – ج 80 – مكتبة اهل البيت عليهم السلام – ص 363
6- السيد البروجردي – جامع أحاديث الشيعة – ج 4 – مكتبة اهل البيت عليهم السلام – ص 431
7- النيسبوري – الحاكم – المستدرك – ج 1 – مكتبة اهل البيت عليهم السلام – ص 91
8- العلامة المجلسي – بحار الانوار – ج 71 – مكتبة اهل البيت عليهم السلام – ص 275