محاور الموضوع الرئيسة:
- قيمة معرفة أهل البيت عليهم السلام وعلاقتها بالعقيدة والإيمان.
- من هم أهل البيت عليهم السلام؟
- بركات ولاية أهل البيت عليهم السلام.
الهدف:
التعرف على مكانة أهل البيت عليهم السلام، وبركات ولايتهم.
تصدير الموضوع:
"عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنّي تاركٌ فيكم ما إن تمسّكتُم به لن تضلّوا بعدي، أحدُهما أعظمُ من الآخر: كتابُ الله حبلٌ ممدودٌ من السماء إلى الأرض، وعترتي أهلُ بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلُفوني فيهما"1.
مقدمة في قيمة معرفة أهل البيت عليهم السلام
تعتبر معرفة أهل البيت عليهم السلام وولايتهم والإيمان بهم، وأنهم آل بيت رسول الله صلى الله عله وآله وسلم المطهّرون، وولاة الأمر وخلفاؤه على العباد والبلاد أساس وركيزة البنية الإيمانية والعقائدية للإنسان المسلم في الدنيا والآخرة، وقد حثّت الروايات على معرفتهم وولايتهم وطاعتهم، عن الإمام الرضا عليه السلام: "الأئمة خُلفاء الله عزّ وجلّ في أرضه"2.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أنا سيّدُ النبيين، وعليّ بن أبي طالب سيّدُ الوصيين، وإنّ أوصيائي بعدي إثنا عشر، أوّلهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم"3.
وقد ورد ذم عدم معرفتهم كما وردعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من ماتّ لا يَعرِف إمامَهُ ماتَ ميتةً جاهلية"4 وعنه أيضاً صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من مات وليس له إمامٌ من وُلدي ماتَ ميتةً جاهلية، ويُؤخذُ بما عمل في الجاهلية والإسلام"5.
1- من هم أهل البيت عليهم السلام؟
أهل البيت عليهم السلام أفضل الخلق وأكملهم وأزكاهم وأطهرهم، وقد ذكرت أوصافهم في عشرات الروايات، نذكر أهمها:
أ- الطهارة والعصمة: قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾6.
- وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أنا وعلي والحسن والحسين وتسعةٌ من ولدِ الحسين مطهّرون معصومون"7.
- وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الأئمة بعدي إثنا عشر عدّدُ نُقباء بني إسرائيل، كُلُّهم أمناء أتقياء معصومون"8.
ب- خزنة علم الله وتراجمه وحيه: عن الإمام الباقر عليه السلام قال: "نحن خزّان علم الله، ونحنُ تراجمَةُ وحي الله"9. وفي عدّة روايات أنهم ورثة علم الأنبياء عليهم السلام.
ج- عندهم علم الكتاب: عن الإمام علي عليهم السلام في قول الله تبارك وتعالى: ﴿قُل كفى بالله شهيداً بيني وبينكُم ومن عِندَه علم الكتاب﴾: "أنا هو الذي عِندَه علم الكتاب"10 عن سلمان الفارسيّ.
د- يعلمون إذا شاؤوا: سأل شخصٌ أبا عبد الله عليه السلام عن الإمام يَعلم الغيب؟ فقال: لا، ولكن إذا أراد أن يعلم الشّيء أعلمَه الله ذلك.11.
هـ- أفضل الخلق: "أنا وأهل بيتي صفوةُ الله وخيرته من خلقه"12.
و- معدن الرسالة: "عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نحنُ أهلُ بيتِ شجرة النبوّة، ومعدن الرسالة، ليس أحدٌ من الخلائق يفضل أهل بيتي غيري"13.
2- بركات ولاية أهل البيت عليهم السلام
أ- الخير كله والمنزلة العالية في معرفتهم
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من مّنَّ الله عليه بمَعرِفةِ أهلِ بيتي وولايتهم فقد جمع الله له الخيرَ كُلّّه"14.
وقال سلمان الفارسي: "دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً، فلمّا نظر إليّ قال: يا سلمان، إنّ الله عزّ وجلّ لم يبعث نبياً ولا رسولاً إلا جعل له اثني عشر نقيباً... قُلتُ: يا رسول الله، بأبي أنتَ وأمي، ما لمن عرف هؤلاء؟ فقال: يا سَلمانُ، من عرَفَهم حقّ معرفتهم واقتدى بهم، فوالى وليَّهم وتبَرّأ من عدُوّهم فهُو والله مِنّا، يردُ حيثُ نرد، ويسكُن حيثُ نسكن"15.
ب- هم باب معرفة الله وعبادته
عن الإمام الباقر عليه السلام: "إنما يعرف الله عزّ وجلّ ويعبُده من عرّف الله وعرف إمامَه منّا أهل البيت"16.
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "نحنُ باب الله الذي يُؤتى منه، بنا يهتدي المهتدون"17.
ج- أركان العالم وأمان أهل الأرض
عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم "النُجوم أمانٌ لأهل السماء، وأهلُ بيتي أمانٌ لأهل الأرض، فإذا ذَهبَ أهلُ بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون"18.
د- حبهم ومودتهم من حب الله تعالى
ورد الحثّ على تحبيبهم إلى الناس عن الإمام الصادق عليه السلام: "رحم الله عبداً حبّبنا إلى الناس ولم يُبّغضنا إليهم"19. وعن الإمام علي عليه السلام: "من أحبّ الله أحبّ النبي، ومن أحبّ النبي أحبّنا، ومن أحبّنا أحبّ شيعتنا"20.
وقد جاء في القرآن ما يؤكد على مودة أهل البيت عليهم السلام: ﴿... قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾21.
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "والّذي نفسي بيده لا ينفعُ عبداً عملُه إلا بمعرفة حقّنا"22.
هـ- طاعتهم طاعة الله تعالى
المودة والحب والطاعة من العناوين التي ترتكز عليها الولاية لذلك ورد الحثّ على الطاعة والولاية مقترناً بالحب في الكثير من الروايات منها:
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "تمسّكوا بطاعة أئمتكم ولا تُخالفوهم، فإنّ طاعتهم طاعة الله، وإنّ معصيتهم معصية الله"23.
وقال الإمام علي عليه السلام: "إنّما أمَر الله عزّ وجل بطاعةِ الرسول لأنّه معصومٌ مطهر، لا يأمُر بمعصيته. وإنّما أمر بطاعة أولي الأمر لأنّهم معصومون مطّهرون، لا يأمُرون بمعصيته"24.
و- كمال الدين:
وعن الإمام الرضا عليه السلام: "كمال الدين ولايَتُنا والبراءة من عدونا"25.
1- سنن الترمذي: 5/663/ 3788.
2- الكافي: 1/193/1).
3- كمال الدين، 280/29.
4- لكافي: 2/20/6.
5- عيون أخبار الرضا عليه السلام، 2/58/21.
6- الأحزاب، 33.
7- عيون أخبار الرضا عليه السلام 1/64/30.
8- جامع الأخبار، 62/ 80.
9- الكافي: 1/192/3.
10- بصائر الدرجات: 216/ 21.
11- الكافي، 1/257/4.
12- إحقاق الحق، 9/ 483.
13- إحقاق الحق، 9/ 378.
14- أمالي الصدوق: 383/ 9.
15- البحار: 53/ 142.
16- علل الشرائع: 9/ 1.
17- فضائل الشيعة، 50/7.
18- ينابيع المودة: 1/71/2.
19- الكافي: 8/229/293.
20- تفسير فرات الكوفي: 128/146.
21- الشورى:23.
22- أمالي المفيد، 44/2.
23- الدر المنثور، 5/178.
24- الخصال: 139/158.
25- مستطرفات السرائر: 149/3.